أكّد عضو الهيئة المركزية في المجلس الإسلامي العلمائي النائب السيد حيدر الستري على أهمية تحقيق نهضة حقيقية في مجال الشعر، وكذلك الرسم والمسرح والأنشودة والكتابة الأدبية، متوقف منطقيا على تحقيق سيولة في مجال هذه المواهب».
وأضاف الستري في كلمته في مؤتمر عاشوراء الثاني الذي يقيمه المجلس الإسلامي العلمائي في الليلة الثالثة والتي خصصت للرواديد والشعراء:» نحن نشعر أننا على أعتاب مرحلة زاخرة بتدفق سيل من المواهب المتنوعة تشبه عملية احتجاج على النضوب والفراغ الإبداعي»، مشددا على ضرورة أنْ يتحمّل الفنان مسئولية القيادة وضريبة القيادة حتى تكون رسالته فيها خلق وسائل مبتكرة لهدف تربوي جديد.
وألقى الرادود عبد الجبار الدرازي كلمة الرواديد والشعراء، وأكد ضرورة السعي الجاد لارتباط القصيدة الحسينية بالواقع المعيش مع حفاظ القصيدة على أصالتها.
وفي الحلقات النقاشية من برنامج الليلة الثالثة للمؤتمر حدد رئيس جمعية الرسالة الإسلامية السيد جعفر العلوي مسئوليات الرواديد والشعراء في ورقته التي اعتمدت على استيعاب عدد من المكونات الأساسية المتعلقة بدور الرواديد وهي الموكب العزائي، والرادود الحسيني، وأهداف الشعائر الحسينية، وذلك لغرض تشخيص دورالرواديد في المرحلة الراهنة.
وناقش العلوي أهمية كلّ مكوّن من المكونات مبتدئا بالمواكب العزائية التي عدد لها خصائص أبرزها إنها الإعلام الخارجي لإحياء الذكرى المتسم بكونه المتحرك والمشاهد من قبل عشرات الآلاف سواء الحاضرين أو المشاهدين عبر القنوات الفضائية،معتبرا أنّ ذلك ما يعمّق المسئولية العامّة ويعطيه كأداء إعلامي دورا خطيرا.
وانتقل العلوي إلى الحديث عن دور الرادود في المرحلة الراهنة لاعتبارات منها انكشاف كل الحركات الإعلامية للعالم مع عدم إغفال تأثيراتها سلباُ أو إيجابا،وعدم تفهم أكثر المجتمعات حتى الإسلامية منها لقضية الإمام الحسين ونهضته.
من جانبه قدّم الخطيب السيد جابر الشهركاني ورقة بعنوان (دور الرادود في صدّ الهجمات الموجّهة ضد الثورة الحسينية وشعائرها) وتناول فيها تشخيص الرادود لصور التشويه المختلفة، والعمل على التعريف بحقيقة الثورة ورسالتها، ،وأهمية تجسير انشداد الجمهور العاطفي في نشر رسالة الثورة. حماية الشعائر والموكب بوجه خاص من الممارسات الفارغة.
وأوضح الشهركاني أنه لا يمكن للرادود الحسيني أنْ يمارس دوره في صد حملات التشويه ما لم يتعرف الرادود أوّلا أنماط التشويه، ويتم ذلك عبر الوقوف على الإعلام المرأي والمسموع والمقروء كان إلكترونيا أم فضائيا،و ألا ينحصر اطلاعه داخل دائرة المذهب. أمّا الشيخ محمد الخرسي فقد تحدث في ورقته عن «شرعنة الألحان العزائية،وبيّن أهمية اللحن بالنسبة للقصيدة العزائية وسيلة عاطفية يستعين بها الملقي أو المنشد لإيصال المضمون للمشاعر والقلوب».
ثم انتقلت الورش إلى محور القصيدة وناقشت الورقة التي تقدّم بها الشيخ حسين الصائم والتي كان عنوانها (أهم مقوّمات القصيدة الحسينية التي تتضمن عَبْرة وفكرة) وتحصّل من مقدمتها التي استشهد فيها بالأحاديث والروايات الشرعية التي تناولت الإحياء وبعض أشكاله كالشعر والإنشاد.
وبدوره ألقى نائب رئيس الرابطة الحسينية للشعراء والرواديد الشيخ صادق الدرازي كلمة الرواديد، ونوّه فيها إلى قدرة الموكب الحسيني على خلق جسور تفاعلية مع الشباب، باعتبار الموكب منبرا من المنابر عبر الخلايا التي تجتمع لتكوين نسيج الموكب، مستعرضا التحديات التي تواجه الموكب الحسيني في أداء الرسالة.
العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ