كشف عضو مجلس النواب عن الدائرة الثامنة بمحافظة العاصمة النائب السيدجميل كاظم أن «الأراضي المخصصة لمشروعات البلاد القديم التي أمر بها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تحولت بين ليلة وضحاها إلى أملاك خاصة. وأضاف «استحوذت شركتان على الأراضي التي كان من المفترض إنشاء المشروعات عليها»، ونوه إلى أن «الحكومة تماطل في تنفيذ التوجيهات الملكية على رغم أنها صدرت العام 2003، ولكن للآن لم يتحقق شيء على أرض الواقع نتيجة هذه المماطلة».
البلاد القديم - مالك عبدالله
أكد عضو مجلس النواب عن الدائرة الثامنة بمحافظة العاصمة النائب السيدجميل كاظم أن «الأراضي المخصصة لمشروعات البلاد القديم التي أمر بها عاهل البلاد جلالة الملك تحولت بين ليلة وضحاها إلى أملاك خاصة»، ونوّه إلى أن «الحكومة تماطل في تنفيذ التوجيهات الملكية على الرغم من أنها صدرت في العام 2003 ولكن إلى الآن لم يتحقق شيء على أرض الواقع نتيجة هذه المماطلة».
وأوضح كاظم أن «هناك 5 مشروعات ضمن مشروع تطوير البلاد القديم، وكانت هناك 4 أراضٍ تابعة للأوقاف الجعفرية وهناك أرض كبيرة باسم الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة التي تملكها الآن شركة والمشروعات لم يتحقق منها شيء»، وقال: «إن هناك أرضا كانت ستخصص للصندوق وهي باسم الأمير الراحل إذ إن الصندوق يضم 5 مناطق وهي الزنج، البلاد القديم، عذاري، الصالحية، ويعيل 500 عائلة ومصيرها إلى الآن مجهول»، ونوّه إلى أن «المجلس البلدي لمحافظة العاصمة طلب في العام 2003 تحويل أرض تعود ملكيتها إلى البلدية لوزارة الإسكان من أجل إقامة مشروع إسكاني للمنطقة، ووافق الوزير السابق لشئون البلديات والزراعة على طلب المجلس البلدي»، مؤكدا أن «الوزير الحالي كما السابق لم يمنع تحويل الأرض إلى وزارة الإسكان شرط تعويض الوزارة بأرض أخرى، كما أن وزير الإسكان الحالي بدأ نظريّا في تخطيط الأرض»، وشدد على أن «كما أن الأرض الأخرى التي كان من المفترض أن تكون للمشروع الإسكاني تم تمليكها إلى شركة بين ليلة وضحاها، كما أن هناك أرضا في مجمع 356 في قرية الصالحية تحولت ملكيتها إلى شركة».
وبين كاظم أن «8 أراضٍ رفعت إلى وزير الإسكان لرفعها إلى الديوان الملكي من أجل إقامة مشروعات إسكانية عليه، أرض في مجمع 356 في الصالحية، وأرض أخرى في مجمع 359 في الزنج، وأراضٍ في مجمعات 361، 362، 364 في البلاد القديم»، ونوّه إلى أن «الموافقة لم تأتِ سوى على أرض واحدة من الأراضي الثمانية التي تم رفعها وتستوعب الأرض 120 منزلا فقط، وإذا ما وافقت وزارة شئون البلديات على تحويل الأرض بصورة نهائية للإسكان فإنها لن تستوعب أكثر من 200 بيت، بينما الطلبات الإسكانية للبلاد القديم والزنج والصالحية نحو 1000 إلى 1500 طلب إسكاني»، وأردف «التقينا بوزير الديوان الملكي مرات عدة بشأن المشروع الإسكاني وكذلك مع وزارء شئون البلديات المتعاقبين على الوزارة وهم علي الصالح ومحمد علي الستري، ومنصور بن رجب، كما إننا قمنا بمراسلة وزير الأشغال فهمي الجودر عندما كان وزيرا للإسكان، ولدينا مراسلات كذلك مع وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي»، وتابع «ووجهت سؤالا برلمانيّا إلى وزير شئون البلديات السابق بشأن المشروعات إلا أن شيئا لم يحدث».
وذكر كاظم أن «هذه المطالب رفعت خلال لقاء اللجنة الأهلية للبلاد القديم مع جلالة الملك في أكتوبر/ تشرين الأول 2003 وتم رفع تقرير إلى الديوان الملكي في فبراير/ شباط 2005، وهناك أمور لم تذكر في التقرير، ومنها بناء مأتم أنصار الحسين»، واستدرك «وبالرغم من الكلفة الفعلية لإعادة بناء المأتم التي بلغت بين 185 و 200 ألف دينار إلا أن المبلغ الذي تم دفعه هو 135 ألف دينار فقط»، ونوّه إلى أن «هناك مطالبات رفعت إلى وزير العدل والشئون الإسلامية من أجل دفع ما ترتب من ديون على المأتم والمقدرة بـ 45 ألف دينار»، وبين أن «هناك مشروعا آخر وهو مشروع ترميم مدرسة الخميس الابتدائية للبنين (مدرسة المباركة العلوية التراثية سابقا) ولكن للآن لم يتم البدء في المشروع»، وأضاف «كما أن هناك مطالب إكمال مرفقات نادي الإتحاد الثقافي والرياضي، إذ تم بناء صالة ولكن مازالت بقية المرافق من دون أي تحريك رغم علم المؤسسة العامة للشباب والرياضة ومخاطبتها واللقاء بهم».
توجيهات ملكية بتنفيذ 5 مشروعات
وبين عرض لإدارة تخطيط المدن والقرى بشأن المشروعات المقرر إقامتها في البلاد القديم أنه تنفيذا لتوجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة النظر في مطالب أهالي منطقة البلاد القديم في محافظة العاصمة لتحقيق احتياجاتهم والتي تتخلص في الآتي: إحياء سوق الخميس (سوق له طابع إسلامي وتراثي)، أرض مستثمرة لصالح صندوق البلاد القديم الخيري، مشروع إسكاني (يمكن استثناؤه من منطقة الحزام الأخضر)، مركز اجتماعي للمنطقة (خدمة المسنين المعاقين والأنشطة الأخرى)، مسجد (جامع) لخدمة أهالي المنطقة.
«البلاد القديم» قرية تاريخية يسكنها أكثر من 11 ألفا
تعد قرية البلاد القديم من القرى ذات البعد التاريخي بمملكة البحرين، فهي تقع غرب العاصمة المنامة بمسافة 2 كيلومتر تقريبا، وتعتبر منطقة البلاد القديم من ضمن الحيز العمراني لمحافظة العاصمة وتقدر مساحتها بـ 3.5 كيلومتر مربع وتستوعب كثافة عالية من السكان تبلغ 11.129 نسمة.
تبوّأت البلاد القديم مكانة متميزة كعاصمة للبحرين خلال فترة القرون الوسطى حتى مجيء البرتغاليين في سنة 1522 الذين قاموا بنقل العاصمة إلى منطقة المنامة، كما تميزت بكثرة المساجد وعيون المياه العذبة مثل عين قصاري وأقدم بناء إسلامي في منطقة الخليج وهو مسجد الخميس الأثري، والذي يجعل من هذه القرية موئلا للعلم والعلماء فيما مضى.
تختص البلاد القديم بوضع ديموغرافي مميز، حيث يحتل السكان البحرينيين نسبة 78.5 في المئة من العدد الإجمالي للسكان، وتعاني من عدة مشكلات على المستوى التخطيطي والعمراني من حيث محدودية الأراضي المتاحة وتزايد الطلبات الإسكانية من أهالي المنطقة في ظل وجود منطقة كبيرة تحت حيز الحزام الأخضر لا يسمح فيها بالتطوير العمراني، مع التزايد المستمر في ارتفاع القيمة العقارية للأراضي، لكل ذلك برزت أهمية دراسة المنطقة من منظور اعتماد مخطط إرشادي لها يراعي فيه الحلول الآنية والمستقبلية لتلك المشكلات.
«التخطيط العمراني» تجري دراسة للمنطقة
أوضحت الوكالة المساعدة للتخطيط العمراني (إدارة تخطيط المدن والقرى) أنها قامت بدراسة تلك الطلبات وقامت بعمل مسح ميداني للمنطقة للمواقع المختلفة المتاحة وبحسب التنسيق الذي تم مع الجهات الآتية: محافظة العاصمة، وزارة التربية والتعليم، ممثلين من أهالي البلاد القديم، وأشارت إلى عمل مخطط إرشادي للمنطقة يتم مراعاة الآتي فيه:إدراج الطلبات السابقة ضمن مخطط إرشادي للمنطقة يهدف إلى تطويرها مستقبلا وعدم تلبية تلك الطلبات في حالات منفردة.
ويتشكل المخطط الإرشادي من عناصر أساسية هي: إحياء مركز تجاري وديني واجتماعي في قلب المنطقة (ملتقى القرى) يقام عليه مجمع (السوق والمسجد الجامع والمركز الاجتماعي)، تخصيص موقع لإقامة المشروع الإسكاني عليه تتوافر فيه شبكة شوارع رئيسية وفرعية تربطه بالمنطقة القديمة والشوارع الرئيسية المحيطة لسهولة الوصول والخروج منه، واقتراح نماذج سكنية متطورة في ذلك الوقع لرفع الكثافات وذلك لاستيعاب أكبر عدد من الطلبات الأهلية المقدمة، واختيار موقعا مناسبا لأرض بغرض استثمار لصالح الصندوق الخيري، وربط كل تلك المواقع بشبكة الطرق الحالية بغرض تطويرها وتطوير المخطط العام ككل.
معايير تخطيط المشروع الإسكاني
المعايير التخطيطية الواجب مراعاتها في المشروع الإسكاني المقترح: اقتراح نماذج سكنية متطورة في تلك المواقع لرفع الكثافات وذلك لاستيعاب أكبر عدد من الطلبات الأهلية المقدمة، توفير مناطق مفتوحة (مزروعة) بين الوحدات السكنية وأماكن لمواقف السيارات لخدمة الوحدات السكنية بحد أدنى موقف سيارة لكل شقة سكنية، اقتراح نماذج عمارات سكنية (5 طوابق) متصلة لتوفير مساحات لصالح الشقق السكنية ومساحات خارجية بين الوحدات المختلفة، توفير الخصوصية للوحدات السكنية باعتماد التوجيه المناسب، تطوير البراحات والمناطق المزروعة لأنشطة مختلفة لاستخدامها من قبل جميع الفئات العمرية، تقليل الشوارع الداخلية كلما أمكن وزيادة ممرات المشاة والبراحات المفتوحة لتوفير الخصوصية والسلامة المرورية.
12 ألف متر مربع لإقامة مشروع المجمع
تقع الأرض المقترحة لإقامة المشروع المذكور على شارع البلاد القديم في وسط المنطقة، بحيث تخدم أكبر كثافة سكانية ويحيط بها موقع لمدرسة وحديقة عامة تحت التطوير، وبمساحة إجمالية تساوي 12.000 متر مربع، وبإنشاء المجمع يتم خلق مجمع (تعليمي - ترفيهي - تجاري - ديني) للمنطقة تفتقده في الوقت الحاضر ويكون ملبيّا للطلبات المختلفة للأهالي لتوفير مثل تلك الأنشطة، وتم مراعاة العناصر الرئيسية للمدينة العربية من الناحية الرمزية في ذلك المخطط من حيث البوابات والسور والقلاع والبراحات والمناطق المفتوحة.
الجامع يستوعب 1000 مصلٍ
تبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد الجامع الذي سيقام ضمن المشروع 1000 مصلٍ، إذ يتكون من طابقين، ويلبي الطابع المستهدف لإحياء الطراز المعماري التقليدي للمباني الأثرية الدينية بالمملكة، كما أن سوق الخميس التاريخي سيقام على مساحة قدرها 1738 مترا مربعا، بطاقة استيعابية 58 محلا، ويمثل السوق السمات والمعايير المعمارية التراثية لمثل تلك الأنشطة التاريخية.
كما سيقام المركز الاجتماعي على مساحة إجمالية قدرها 1162 مترا مربعا، ويمكن استغلال الطابق الأرضي كمركز تجاري تعود أرباحه لصالح المركز الاجتماعي وللأنشطة الاجتماعية المستهدفة، أما الساحة الوسطى فستبلغ مساحتها 615 مترا مربعا وتمثل عامل الربط للعناصر المختلفة وساحة للأنشطة الترفيهية ويعمل جزء منها ممرا للسيارات من جهة المدخل من الشمال إلى الجنوب مرورا بالمشروع.
وعن الأرض المقترحة لاستثمارها لصالح الصندوق الخيري فسيتم تعيين الأرض الشمالية كمشروع ذي طبيعة خاصة بإقامة عمارات سكنية، وأن يكون عدد الشقق المقترحة 24 شقة سكنية، كما اقترحت الخطة استملاك الأرض الجنوبية المقابلة لإقامة 14 موقفا للسيارات بالإضافة إلى مواقف السيارات المتوافرة بالدور الأرضي، وتبلغ مساحة الأرض الشمالية لاستثمارها لصالح الصندوق الخيري 840.9 مترا مربعا، ويقترح تعويض الأرض الجنوبية بأرض حكومية بالمنطقة.
توصيات المخطط
رفع توصيات إلى مجلس الوزراء الموقر باستثناء منطقة المشروع السكني من الحزام الأخضر، وإقرار الموازنة اللازمة للتعويضات المالية وكلفة التنفيذ بحسب الجهات المختصة، وإنشاء لجنة من الجهات المختصة لمتابعة تنفيذ المخطط العام المقترح على المدى المستقبلي، تحديد آلية للتنسيق بين تلك الجهات لسهولة التنفيذ كلا بحسب اختصاصاته
العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ