بعد توقف هدير محركات سيارات سباق الـ (V8) الأسترالي خلال استضافة حلبة البحرين الدولية للجولة الثانية عشرة من البطولة الأسبوع الماضي، عاشت البلاد احتفالات رائعة على مدى أيام السباق، وشهد كل من حضر على النجاح الهائل للسباق والفعاليات المصاحبة له، وهذا النجاح الذي اعتبره البعض تعزيزا لنجاح سباق العام الماضي الذي تلألأت فيه الحلبة الدولية منذ المرة الأولى، وأذهل الجميع بما أعدته الحلبة هذا العام من برنامج ضخم ساند الحدث، وهو ما يؤكد كفاءة الكوادر البحرينية في تنظيم مثل هذه الفعاليات على هذا المستوى الدولي الكبير.
وفي العام الماضي لم يكن يعرف عن السباق إلا القليل، وكان غريبا على الكثيرين، أما في هذا العام فكان السباق مقربا لدى الجميع ومعروفا عند الكثيرين، هذا ما يعني أن هناك انتشارا لرياضة السيارات في مملكة البحرين عموما وثقافة بمختلف سباقات السيارات خصوصا، وما قامت به الحلبة من حملة إعلامية ضخمة ومبكرة للحدث كان له الأثر الايجابي في حضور أكثر من 33 ألف متفرج خلال الأيام الثلاثة، ومن الطبيعي ألا يقارن هذا العدد بأعداد الجماهير الأسترالية التي تتابع هذا السباق في جميع جولاته والذي يتعدى عددهم الـ 140 ألفا في الجولة الواحدة، لكن ما وصلنا إليه خلال أيام السباق الثلاثة هو نجاح كبير وفخر لكل البحرينيين.
وكما استضفنا هذا السباق الأسترالي نتمنى أن تكون لدينا بطولة تطلب منا دول أخرى استضافة سباقاتها، وأعتقد أن بطولة اللومينا سي إس الشرق أوسطية هي إحدى أفضل هذه البطولات وبحاجة لاهتمام أكبر من الحلبة الدولية ومن مختلف وسائل الصحافة والإعلام، فهي بطولة من صنع بحريني 100 في المئة، ويشارك فيها عدد من السائقين البحرينيين، ولعل البطولة في موسمها الثاني تشهد مشاركة واسعة ومزيجا من السائقين أصحاب الخبرة وسائقين جدد يطمحون بتحقيق نتائج متقدمة، وإن واصلت هذه البطولة البحرينية طريقها في النجاح فستحجز لها مكانا بين البطولات الكبيرة.
مشاركات رياضية بالسر!
تستعد المنتخبات البحرينية في مختلف الألعاب الرياضية للمشاركة في احد أكبر التجمعات الرياضية على المستوى العربي بطولة الألعاب العربية الحادية عشرة بمصر خلال هذا الشهر، ولدينا أكثر من منتخب تحقيقه لعدد من الميداليات الملونة أمر مضمون من خلال استعداد هذه المنتخبات وتاريخها في الإنجازات، ومثل هذه التجمعات الرياضية الضخمة وبمشاركة عدد كبير من الرياضيين البحرينيين تكون بحاجة إلى تغطية إعلامية مميزة، إلا أنه وللأسف الشديد إلى الآن لم نسمع من اللجنة الأولمبية أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة بابتعاث وفد إعلامي يقوم بتغطية مشاركة مملكة البحرين في هذه البطولة، مع أن الإعلام الرياضي خصوصا شريك أساسي في مثل هذه المشاركات ونجاحها، كما أن القارئ من حقه أن يطلع على مشاركة بلده وبكامل تفاصيلها. في الوقت نفسه سمعت من احد الزملاء الصحافيين العرب أن بلاده كونت فريقا إعلاميا، يكون فيه كل فرد مسئول عن تغطية لعبتين فقط.
مشاركة سبقت للبحرين في بطولة الصالات المغلقة بالصين أيضا لم يرافق المنتخبات البحرينية أي وفد إعلامي، ولم نكن نقرأ في صحفنا المحلية إلا القليل عنها، وكأن تلك المشاركة كانت بالسر! فيا ترى هل ستكون المشاركة في بطولة الألعاب العربية بالسر أيضا!
تكريم المجنس أولا!
حقق منتخب كمال الأجسام نتيجة مشرفة للبلاد خلال مشاركته في بطولة العالم بكوريا، وهي نتيجة تسجل في تاريخنا الرياضي، والمعروف أن الرياضي الذي يحقق انجازا بهذا الحجم يكرم من قبل بلاده، إلا أنه من الواضح أنه عندنا يختلف الوضع بعض الشيء، إذ إن المجنس عندما يحقق مثل هذا الإنجاز أو أقل منه فله تكريمه الخاص، فمتى سيتم تكريم أبطالنا البحرينيين؟!
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 1891 - الجمعة 09 نوفمبر 2007م الموافق 28 شوال 1428هـ