وصف الرئيس الأميركي جورج بوش أخيرا النظام في كوبا بأنه في حال احتضار جراء ملازمة الزعيم فيدل كاسترو لفراش المرض فترة طويلة، إذ يدير أخوه راؤول شئون البلاد. ولم يفكر بوش من (باب المرؤة) في أن يستغل هذا “الضعف الكوبي” ويغير سياسة الحصار على هافانا المستمر منذ 45 عاما (الذي كلف البلاد نحو 222 مليار دولار) إلى سياسة تعاون وحوار وحسن جوار. إنها عقلية الاستبداد والعنجهية الامبريالية التي لا تعترف بالآخر بل بزواله. وحتى عندما ناشدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة الأسبوع الماضي الولايات المتحدة رفع الحظر عن كوبا،صوتت واشنطن وربيبتها “إسرائيل” ودولتان لا موقع لهما على الخريطة هما بالاو وجزر مارشال ضد القرار الأممي، وامتنعت عن التصويت استحياء دويلة أخرى تدعى مكرونيسيا في حين أيدت القرار 184 دولة ذات سيادة. وفرضت الولايات المتحدة حظرا على كوبا العام 1962 إثر فشل غزو الجزيرة لقلب نظام كاسترو فيما يعرف بأزمة خليج الخنازير. واليوم وعلى رغم أن قرارات الجمعية العامة لا تكتسي طابعا إلزاميا غير أنها تعكس توجه الرأي العام العالمي والضمير الحي للبشرية، ولذلك فإن عملية إدانة هذا الحظر في تنام مستمر. وتعتقد الولايات المتحدة بأن سياسة فرض العقوبات على الدول “المارقة” تؤتي أكلها دائما وتنسى أنها أيضا تتضرر بطريقة غير مباشرة. فكثير من الشركات الأميركية تخسر جراء التزامها باتساع نطاق الدول المحظورة. وكثير من حلفاء أميركا بدأوا يتذمرون من هذه السياسة. وفي الآية«ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» (آل عمران:159).
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1891 - الجمعة 09 نوفمبر 2007م الموافق 28 شوال 1428هـ