ما شفنا في حياتنا ناس قلوبهم سوداء مثل من الإنجليز! ولا شفنا صحافة يعمل بها جماعة من المرتزقة والمنافقين مثل «الاندبندنت» و«التايمز» و«الديلي تلغراف»! الله لا يبليكم بهم أبدا! ناس حقودين وجحودين، ودائما يركّزون على السلبيات مثل النسوان العجايز!
وإلا ما معنى أن يزورك صحافيان ويجلسان معك ساعة كاملة، فتوضّح لهم كل شيء عن ازدهار البلد والعيش الرغيد الذي يتقلب فيه الشعب، وسرعة الحصول على خدمات الاسكان، والبطالة أقل من واحد بالمئة، وأنه لا يوجد تضخم إطلاقا، حتى أنهما لم يستطيعا إخفاء دهشتهما، ولكن بعدما عادا لبلدهما كتبا كلاما ليس فيه أي إحساس بالمسئولية تجاه البحرين! فهل يمكنك أن تثق بهم بعد الآن؟ ولا والقهر انهما سجلا كل ما قلته ولكن واحدا منهم فقط طلع شريف ونقل جملة واحدة فقط، فأين المهنية ومراعاة مشاعر وكرامة البشر؟
لا ويقولون إنهم خبراء في الشرق الأوسط، وهل الخبير يشوّه الحقائق؟ وبدل أن ينقل كلام رؤساء تحرير الصحف المحترمة ويضعونه مانشيت، يقوم بنقل كلام النواب ويتكلم عن ( looming) و( booming)؟ هل هذا عمل مهني؟ أليس ذلك تضليلا، ليس فقط للشعب البريطاني، بل حتى للساسة في 10 داوننغ ستريت، وعلى رأسهم رئيس الوزارة جولدن براون ووزير خارجيته ديفيد ميليباند ووزير الدفاع ديس براون؟
ثم هل يجوز أن يذهبوا لمقابلة نواب حتى لو كانوا من أكبر كتلة برلمانية؟ أليس ذلك تحيزا فاضحا، وأخذا للأخبار من غير مصادرها الشرعية ومخالفا للأعراف الدبلوماسية وتدخلا سافرا في شئوننا الداخلية؟
إن ما حدث مؤامرة دولية كبرى ضد بلدنا، نحمد الله أنه وفقنا لكشف خيوطها للرأي العام في الوقت المناسب، فالجماعة من الواضح أنهم جاءوا وهم لا يريدون سماع أي شيء لا يصب في الاتجاه السلبي، وخصوصا التمييز الطائفي والعنصرية وغيرها من القصص الخيالية والأوهام!
أنا شخصيا، قرّرت من الآن ألاّ أقابل أحدا منهم لو فكّر بزيارة البحرين في المستقبل، وأدعو جميع الزملاء لمقاطعتهم، وعدم إضاعة أوقاتهم مع هؤلاء الصحافيين الدجّالين! كما أدعو الدولة لتحمّل مسئولياتها التاريخية، بالتصدّي لهؤلاء المرتزقة والضرب على أيديهم بيد من حديد، ومنعهم من دخول البلاد، وكان المفروض أن يتم التحقيق معهم في النيابة العامة وتقديمهم للمحاكمة، ووضع أسمائهم على القائمة السوداء لمنع تسللهم مرة أخرى.
ومن هنا، أدعو رؤساء التحرير في الدول الديمقراطية لتحمّل مسئولياتهم التاريخية، وعدم المساهمة في تعكير العلاقات وتوتير الأجواء بين الدول، بإرسال صحافيين مراهقين لعمل تحقيقات عن الدول الأخرى، وبدل أن يقوموا بواجباتهم الصحافية ربما يضيعون الطريق ويأخذون بالتسكع، ومقابلة كل من هبّ ودب! وعلى الصحف المعنية أن تحاسب لنفسها، فقد فقدت صدقيتها دفعة واحدة الأسبوع الماضي!
صادوه!
ظن أحدهم ان دونالد ماكنتاير وإيان بلاك، مجرد صحافيين مبتدئين، تخرّجا من كلية الإعلام قبل ثلاثة أشهر وأرسلا إلى البحرين لإجراء تحقيقات خفيفة، ولكنه ذُهل حين رأى صورهما على «النت»، عجوزين فوق الستين، أمضيا نصف عمرهما في كتابة التحقيقات عن الصين وآسيا ولقاء رؤساء الدول بالشرق الأوسط! مالت على هالصحافة ورؤساء تحريرها! بودي لو أعرف كيف سيكون رد فعل ماكنتاير وبلاك لو قرءا ما كتب عنهما؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1890 - الخميس 08 نوفمبر 2007م الموافق 27 شوال 1428هـ