أكد عدد من المطربين في الوطن العربي أنهم قرروا الابتعاد عن شركات الإنتاج وإصدار ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة بعد أن وجدوا تدخلا كبيرا من هذه الشركات ووضعها شروطا قاسية على المطربين. وكشف بعض المطربين عن تدخل بعض المسئولين في هذه الشركات في الأمور الفنية ومواعيد طرح الألبومات وغيرها من الأمور التي تعوق العمل الفني، مستنكرين محاولة هذه الشركات احتكار المطرب بصورة تضره أحيانا وتؤثر على وضعه أمام جمهوره.
وقالوا: بعد أن كانت شركات إنتاج الكاسيت هي الحضن الدافئ الذي يرتمي فيه المطربون ويشعرون فيه بالأمان انعكست الآية في الآونة الأخيرة وأصبحت كابوسا بالنسبة لهم بعد أن أصبح معظمها يهتم في المقام الأول بالربح، وكذلك أصبح المسئولون فيها يتدخلون في كل شيء ويفرضون آراءهم على المطربين، ما أدى إلى هجرة نخبة كبيرة من المطربين عن هذه الشركات حفاظا على تاريخهم الفني ورغبة منهم في تقديم الأغنيات التي تناسبهم وتناسب جمهورهم من وجهة نظرهم بكل حرية.
ومن أشهر المطربين الذين خلعوا شركات الإنتاج في الفترة الأخيرة أمير الغناء العربي هاني شاكر، إذ قرر ترك الشركة المنتجة لألبوماته والاعتماد على نفسه في الإنتاج، والحقيقة أن هاني شاكر عاد بألبوم «أحلى الليالي» إلى لونه المفضل والذي يميل إلى الشجن والرومانسية الهادئة.
ورفض هاني في الفترة الماضية التوقيع لأية شركة إنتاج على رغم العروض المغرية التي تنهال عليه وفضل أن يمتلك حرية اختياراته لألبومه وفضل أن يسبح ضد التيار وأن يحترم تاريخه وفنه وكذلك جمهوره الذي يحبه، وهاني شاكر أسس من قبل شركة إنتاج وأنتج عدة ألبومات متميزة من خلالها.
وبينما أنتج مجد القاسم لنفسه ثلاثة ألبومات كان آخرها ألبومه «يا عالمي» الذي حقق نجاحا كبيرا في الفترة الماضية، ويقول مجد: إنتاجي لألبوماتي في الفترة الأخيرة لا أعتبره مغامرة على رغم وجود غول اسمه شركات الإنتاج وذلك لأنني والحمد لله لست في أول الطريق ولديّ 21 ألبوما خلال مسيرتي منذ 15 عاما، لكني اضطررت للإنتاج لنفسي لأني تعودت في حياتي بكل أشكالها ألا يتحكم فيها أحد سوى رب العالمين والحمد لله أنني صمدت والمبيعات تؤكد ذلك.
كما أسس مصطفى كامل شركة إنتاج تولت إنتاج ألبوماته منذ أن قرر أن يقدم نفسه كمطرب بعد أن حقق نجاحا كبيرا كشاعر غنائي وغنى من أشعاره كبار النجوم مثل هاني شاكر وعمرو دياب وإيهاب توفيق ومحمد فؤاد وغيرهم، ويؤكد مصطفى أنه رفض منذ البداية أن يعرض نفسه على شركات الإنتاج وقرر خوض التجربة حتى يقدم نفسه بشكل جيد وعلى المستوى نفسه الذي ظهر به كشاعر وملحن.
ويضيف: لم أنظر إلى أي مكاسب مادية عند تأسيس الشركة، بل كان كل همي منصبا على أن أقدم غناء حقيقيا وأن أكون حرا في اختياراتي، على رغم المعاناة الشديدة التي تنتابني منذ اللحظات الأولى في التحضير للألبوم، فإنها بالنسبة لي أقل بكثير من التحكم الذي نسمع عنه من قبل شركات الإنتاج.
وبعد غياب يعود إيمان البحر درويش بألبوم من إنتاجه ويرجع إيمان سبب تأخر صدور الألبوم إلى أنه من إنتاجه وحرصه على تقديم أغنيات راقية تتناسب مع ذوق جمهوره الذي يتابع أعماله، وانتهى من تسجيل كل أغنيات الألبوم. ومن المقرر صدور الألبوم في الموسم الحالي.
أما إيهاب توفيق فقد خاض تجربة الإنتاج من خلال ألبومه الأخير «يا أحلي منهم» بعد انفصاله عن الشركة المنتجة لألبوماته، ويقول إيهاب عن التجربة: خضت هذه التجربة وبداخلي تحد خاص لنفسي بعد تجربتي السابقة مع شركة الإنتاج التي قدمت لي ألبوماتي في الفترة السابقة والتي أثرت عليّ بالسلب وكانت رغبتي منحصرة في تقديم أغنيات تليق بجمهوري وتاريخي.
ويضيف: صراحة وجدت مشكلة الإنتاج صعبة وتشتت الذهن، لذا قررت التعاقد مع شركة عالم الفن لإنتاج ألبوماتي المقبلة ثقة مني في المنتج الفنان محسن جابر.
بينما كان للمطربة التونسية لطيفة أكثر من تجربة إنتاجية فدائما ما تعتمد على نفسها في إنتاج ألبوماتها ولكنها في الفترة الماضية وافقت إحدى الشركات على إنتاج ألبومها، ولكنها سرعان ما انفصلت بعد الألبوم مباشرة وقررت العودة إلى الاعتماد على نفسها في الإنتاج.
وتقول لطيفة: أكره الاحتكار فمعظم ألبوماتي من إنتاجي وأشارت إلى أنه من الصعب أن تقبل كلاما أو لحنا لا تشعر به، إن أية شركة إنتاج هدفها النجاح على المستوى الجماهيري فقط، بينما أنا أبحث عن النجاح الفني أولا.
أما المطرب محمد منير فقد خاض تجربة الإنتاج لنفسه من خلال ألبوم «امبارح كان عمري عشرين» ويؤكد منير أن سبب إقباله على هذه التجربة هو اصطدامه في هذه الفترة بالعديد من المشكلات الإنتاجية فدائما ما يكون موعد صدور ألبومه مثار جدل بينه وبين المنتج وذلك لأن منير ضد المواسم الغنائية التي يكون فيها سوق الكاسيت في حالة رواج، ويبدو أن منير قد أرهقه إنتاج هذا الألبوم فقرر الانضمام إلى إحدى شركات الإنتاج. وبعد انفصاله عن إحدى شركات الإنتاج قرر راغب علامة إنتاج ألبومه الجديد «بعشقك» على نفقته وتعاقد مع إحدى الشركات على توزيعه. ويؤكد راغب علامة أن شركات الإنتاج أصبحت تفرض شروطا قاسية على المطربين ويتدخل المسئولون فيها باستمرار في الأمور الفنية ما يجعل هناك العديد من المشكلات التي تؤثر على مستوى الألبوم بشكل كبير... كما أن شركات الإنتاج أصبحت تؤخر ألبومات المطربين بشكل كبير ما يجعل المطرب يغيب عن جمهوره مدة طويلة
العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ