لا أدري إن كان صاحب هذه العبارة وهو أحد سائقي الشاحنات الثقيلة يقصد ما يقول حرفيا أم أنه استخدم التشبيه وإن كنت أشك في الاحتمال الثاني لأنه لا يعلم عن التشبيه في اللغة أي شيء، وجل ما يعرفه هو كيفية إدارة تلك الشاحنة.
هي معاناة لا تنتهي، ففي كل يوم تتكرر لهم على جسر الملك فهد وكأن حظهم العاثر الذي يأبى إلا مرافقتهم في الحل والترحال كتب عليهم أن يشربوا من الكأس نفسها، فلم يكفه التعطيل على الحدود بين الدول الخليجية والعربية، ولم يكفه ملاحقة العمالة الأجنبية التي استطاعت «شفط» أرزاقهم في البحرين وخارجها، وآن الأوان «لمرمرتهم»على الجسر.
والأمر ليس بحاجة إلى من يبحث عن المشكلة، فعند مدخل الجسر تقف العشرات من الشاحنات في انتظار الفرج الذي غالبا ما يطول انتظاره، ولا يستبعد هؤلاء السواق الذين حملوا في شاحناتهم الحمولات وحملوا معهم الهموم أن يقضوا نصف يومهم حتى يفتح المجال لهم.
هؤلاء السواق لديهم مقترحات جديرة بأن تؤخذ في عين الاعتبار، فهم يطالبون بفتح المجال 24 ساعة على الجسر والسماح لهم بالمرور ليتجنبوا التعطيل الذي ينتظرهم أساسا في بقية النقاط.
ولعلنا ندرك لماذا قال صاحبنا - سائق الشاحنة - إن عذاب النار أهون من محنتهم، فعلى الأقل لا يؤخر من يعرض على النار كثيرا وسرعان ما يدخل إليها من دون تعطيل ولا تأخير!
ربما بالغ هذا المواطن البسيط في مثله كثيرا، ولكن تبقى مشكلة سواق الشاحنات على الجسر جديرة بالاهتمام من قبل المعنيين، ولا نعرف إن كان هناك حرج من فتح المجال 24 ساعة بدل فرض وجودهم في التاسعة أو العاشرة صباحا.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1888 - الثلثاء 06 نوفمبر 2007م الموافق 25 شوال 1428هـ