العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ

الاحتباس الحراري والفقر والحرب في دارفور

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رأى المرشح الديمقراطي لسباق الرئاسة الأميركية جون آدواردز، أن قلب الأوضاع إزاء ظاهرة الاحتباس الحراري وما تشكله من مخاطر على البشرية، يعتبر «اختبارا أخلاقيا عظيما»، قائلا: «إن على الرئيس الأميركي المقبل التصدي للقوى المعارضة لهذا التغيير والجماعات الضاغطة في عاصمة القرار (واشنطن)».

وأوضح آدواردز في مسيرة لدعم قضايا البيئة في نيو أورلينز «هذا هو الاختبار الأخلاقي لأجيالنا» متسائلا «هل سنترك هذا الكوكب وأميركا في أوضاع أفضل لأطفالنا عما قد وجدناها؟»

وقال: «إن سبب عدم تعاطي إدارة بلاده مع قضية التغييرات المناخية والاحتباس الحراري، يعود للضغوط التي تمارسها شركات النفط والغاز والطاقة وكل جماعات الضغط في العاصمة واشنطن».

يُشار إلى أن جهات أميركية مسئولة كانت أعلنت الشهر الماضي أن واشنطن ستبدأ خلال الفترة القريبة المقبلة تطبيق بعض الإجراءات للحد من انبعاث الغازات السامة، وذلك على رغم تشبث للبيت الأبيض برفض وضع أي إطار قانوني يلزم الولايات المتحدة بذلك.

وجاءت هذه الإشارات على لسان مدير المختبر الوطني للطاقة المتجددة، دان أرفيزو، خلال مؤتمر بشأن الوقود الصديق للبيئة، وبعد أسبوع على مشاركته في مؤتمر «حرارة الأرض» الذي استضافته «واشنطن» بحضور ممثلين عن الدول الصناعية الكبرى.

وأشار خبير الطاقة الأميركي أيضا إلى أن واشنطن تعتزم استثمار أكثر من ملياري دولار خلال الأعوام المقبلة لتطوير مصادر بديلة للطاقة يمكن استخدامها لتسيير السيارات ووسائل النقل المسئولة عن 30 في المئة من إنتاج الغازات السامة في الولايات المتحدة.

وتبقى الولايات المتحدة، أكبر اقتصادات العالم، في موقع الرافض لتطبيق بروتوكول «كيوتو»، إذ يعتبر المسئولون الأميركيون، أن الالتزام بالمهلة الزمنية المحددة بالعام 2012، للحد من الغازات الضارة، من شأنه إلحاق أضرار كبيرة بالصناعة والاقتصاد في أميركا.

الشيء الذي لم يتناوله المرشح الأميركي هو تلك العلاقة بين الإحتباس الحراري والفقر والحروب أيضا. فقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» أخيرا من التداعيات الخطيرة التي قد يشهدها العالم على المستوى الغذائي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها على المزروعات، وتوقعت المنظمة أن تدفع الدول الفقيرة الضريبة الأكبر لهذه الظاهرة التي قد تستفيد منها الدول الغنية على المدى القصير.

وشددت المنظمة على ضرورة الاهتمام بالتنبؤ بالأحداث والتغيرات الحادة غير المعتادة في المناخ من خلال جمع البيانات وتطوير الأدوات لجعل تلك المعلومات في متناول الجميع، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تهيئة الزراعة لكي تتكيف مع تلك الظروف المتغيّرة. وجاء تحذير «الفاو» على لسان المدير العام المساعد للمنظمة ألكسندر مولر، خلال ورشة عمل عقدت في «روما» في سبتمبر/ أيلول الماضي وتناولت استراتيجيات التكيف والتخطيط لمواجهة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم بحضور 140 خبيرا دوليا.

وقال مولر إن التغير المناخي «قد يشكل أحد أخطر التحديات التي يمكن أن تواجه البشرية لسنوات عديدة مقبلة ولا سيما تأثيره على الأمن الغذائي العالمي إذ يؤثر بشكل كبير على إنتاج الأغذية وإمكان الحصول عليها ونظم توزيعها».

ونبه المدير العام المساعد للفاو إلى أن الدول النامية ستعاني أكثر من سواها من التغيرات المناخية نظرا لاعتمادها الكبير على الزراعة، إلى جانب قلة الموارد والخيارات المتاحة التي من الممكن أن تساعدها على التصدي لآثار تلك التغيرات.

وفيما قد تحقق البلدان الصناعية مكاسب في إنتاجيتها الزراعية على المدى القصير مع ارتفاع درجات الحرارة عالميا في المتوسط بين درجة وثلاث درجات، فإن أقل ارتفاع في درجات الحرارة في الجنوب - إذ تقع الدول النامية - قد يحد من الإنتاج المحصولي. وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت قبل أشهر تقريرا يحذر من تفاقم التأثيرات السلبية لارتفاع درجة حرارة الأرض، في العديد من دول العالم. ويحذر التقرير الجديد للمنظمة الدولية، من تزايد كوارث الجفاف والفيضانات، التي قد تؤدي على إغراق آلاف الجزر المأهولة بالسكان، وخصوصا في مناطق شرق آسيا، بالإضافة إلى تفاقم الجوع في إفريقيا، فضلا عن انقراض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً