الهدف من طرح الاستبيان الجماهيري من قبل «الوسط الرياضي» هو معرفة أسباب عزوف الجماهير الرياضية عن مؤازرة منتخب بلادها الوطني لكرة القدم، وهو ما يأتي في سياق اهتمامنا بدعم ومؤازرة المنتخب الكروي والعمل على النهوض بمستواه الفني والإداري... فالمنتخب - مهما اختلفت الآراء حوله - يبقى منتخب الوطن، لذلك فالعزوف عن مؤازرته وتشجيعه أمر مبهم ومحير، وخصوصا أن هذا المنتخب كان يلقى كل الدعم والاهتمام من قبل الجماهير قبل سنوات قليلة، حينما كانت الجماهير تزحف إلى استاد البحرين الوطني قبل ساعات، وكانت أبواب الملعب تغلق في وجه الجماهير قبل ساعتين... فنحن مازلنا نتذكر تصفيات كأس العالم الأخيرة وكيف خرجت الجماهير باكية في إحدى القنوات الرياضية الخليجية بسبب خسارتها من ترينيداد وتوباغو. ولكن السؤال الأهم هو «ماذا حدث ولماذا أصبح منتخبنا غريبا في داره؟» هذا ما نحاول أن نجيب عليه من خلال هذا الطرح الموضوعي «الاستبيان» ومعرفة رأي الجماهير أنفسهم من دون زيف أو مراوغة.
والحقيقة التي يجب أن تقال، ونتمنى ألا نتباكى عليها طويلا، هي أننا في البحرين كان لدينا منتخب كروي نعتز به، وكانت خطوطه واضحة وأداؤه مقنعا للجميع، وكان يقارع المنتخبات الآسيوية القوية والخليجية ويتغلب عليها، وهذا ما حدث فعلا في تصفيات كأس العالم العام 2002 حينما كان لمنتخبنا الكلمة الأخيرة في تحديد اسم المنتخب المتأهل عن آسيا إلى كأس العالم، وهو ما تكرر مع المنتخب في تصفيات كأس العالم الأخيرة حينما تأهل منتخبنا إلى الملحق النهائي لأول مرة في تاريخه، إلا أن ما حدث بعد تولي المدرب الألماني بريغل كانت نقطة التحول في المنتخب، حينما بدأت أياد غريبة تتدخل في أمور المنتخب من أجل تثبيت المجنسين عنوة وتفضيلهم على اللاعب المواطن بشكل غريب في ظاهرة لا نستطيع أن نفسر معناها ومازلنا نجهل تفسيرها، لأننا سبق أن نوهنا إلى خطورة ذلك أكثر من مرة، وقلنا إنها محاولة لقتل الروح الوطنية التي يتحلى بها الرياضي البحريني سواء كان لاعبا أو إداريا أو مشجعا. وما يحدث حاليا من عزوف وابتعاد من اللاعبين النجوم عن تمثيل المنتخب سببه التجنيس وما آل إليه الوضع الكروي السيئ في المنتخب الوطني لكرة القدم سواء كان المنتخب الاولمبي أو الأول؟
عموما، أنا من الأشخاص الذين لا يحبون البكاء على اللبن المسكوب ومؤمن بمقولة «عقلك في راسك تعرف خلاصك»، لذلك يجب علينا - بحرينيين ورياضيين - أن نتكاتف ونقف في وجه كل إنسان يحاول أن يدمر المنتخب الوطني سواء بالتجنيس أو بالتدخلات غير القانونية، واستغرب أيما استغراب من أنديتنا الوطنية وجمعياتها العمومية «فالساكت عن الحق شيطان أخرس»، وأتساءل عن الأسباب الحقيقية للخوف وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وأقول بصدق آن الأوان لوقفة وطنية صادقة من أجل الإنسان البحريني ورياضته، ومحاربة كل من يحاول تفضيل المجنس على اللاعب البحريني.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ