الإنجاز الرائع الذي حققه أبناء هذا البلد الأصليون والمخلصون في بناء الأجسام على المستوى العالمي عندما عاد البطلان طارق الفرساني ومحمد صباح متوجين بالميدالية الذهبية لكل منهما رافعين اسم المملكة في هذا الحفل العالمي ومؤكدين أن البحرين مملكة غالية ولا يمثلها إلا الغالي الذي يعرف قيمتها ولذلك ذهب هذان البطلان إلى كوريا الجنوبية ليشاركا أبطال العالم في المنافسة الحتمية بآمال العودة بغنائم تبصم الإنجاز على الاسم الكريم لمملكتنا الغالية. وفعلا صفقت الدنيا وكل العالم لهذين البطلين العالميين الفرساني وصباح لهذا الانجاز الرائع والذي يعتبر فريدا لهما ولمملكتنا الغالية، وصار يوم التتويج بالنسبة الى شعبنا الكريم يوم سعادة وفرح نفض فيه همومه وشجونه ليبارك لهذين البطلين على هذا الانجاز الرائع. هذا الانجاز العالمي لم يحرك مشاعر المسئولين المعنيين وكأن الأمر لم يحدث أصلا بل لم تكن لدينا أية مشاركة خارجية مع هذا المنتخب البطل في البطولة العالمية.
إننا نتعجب ونستغرب إزاء هذا الصمت المطبق لهذا الانجاز المميز إذ صُمّت الآذان عن سمع هذا الخبر المفرح ولو عن طريق وكالات الأنباء وصُدت الأعين لكيلا ترى تلك العودة الميمونة لهؤلاء الأبطال الرائعين الذين شرفونا ورفعوا رؤوسنا عاليا بكل فخر واعتزاز، ولمَ لا نعتز وقد سروا قلوبنا بسعادة لا مثيل لها!
نحن نسأل: أين المؤسسة العامة للشباب والرياضة من هذا الإنجاز العالمي الكبير والتي يحن قلبها دائما ويعطف ويتحنن بمشاعره على المجنسين في لعبة ألعاب القوى وخصوصا عند إحراز الذهب وتحقيق الإنجازات حينها ترى الإعلام يعرف كيف يحرك نفسه ويحرك مشاعره بل يتعدى الأمر إلى المكافآت المالية والإغداق بكل كرم للمجنسين من بيوت خاصة ورواتب مجزية ومكافآت مغرية يسيل لها اللعاب؟! بينما لا ينال هؤلاء الأبطال من كرم المؤسسة العامة ولا فلسا واحدا يطيب بها خواطرهم المكسورة التي تحتاج لمن يقف معهم ويساندهم في غربتهم على رغم أنهم في الوطن الأم. لماذا هذا التجاهل الغريب والفاضح لإنجاز صفق له الغرباء والبعيدون ووقفوا احتراما وتقديرا على اقدامهم رافعين القبعات لهم احتراما مرة أخرى وإعجابا لما قدموه هناك في بلد عرف معنى الإنجاز ليعودوا إلى أرضهم محملين بالذهب الا ان المفاجأة لركانهم ـ أي الفرساني وصباح ـ في زاوية الإهمال والتجاهل من دون أن يروا مَنْ يسعدهم ويفرح قلوبهم ويثمن إنجازهم ويحقق لهم آمالهم وطموحاتهم الحياتية على غرار وقدر انجازيهما!
نسأل المؤسسة العامة: لو كان هذا الإنجاز الفريد قد حققه أحد المجنسين الذين جلبتهم لرفع رأس المملكة هل سيكون موقف المؤسسة هكذا؟ بينما هناك من أبناء الوطن من قدم الإنجاز على طبق من ذهب لرفع سمعة البحرين… أقول لو كان هذا الانجاز حققه أحد المجنسين هل ستظل المؤسسة العامة مكتوفة الأيدي، لا تسمع ولا ترى قبل أن تمر الايام وينطوي هذا الإنجاز في سلة المنسيات... هل هذا فعلا سيكون؟
نحن نؤكد ان المؤسسة العامة ستغدق خيراتها ـ من دون تردد ـ على هؤلاء... بينما اليوم السابع من العودة الميمونة لأبطال بناء الأجسام الفرساني وصباح ومازالت المؤسسة العامة لم تحرك ساكنا لتكريم هؤلاء الأبطال الذين عرضوا أرواحهم إلى الخطر بفعل البرنامج المعد والذي يطول أمده إلى ما يقارب الـ 6 شهور أو أكثر ولكن التحدي وحب الوطن وحده يجعل هؤلاء على المحك من دون أن يطالبوا المسئولين بالتكريم مع أنه حق مكتسب لهم ودين في رقاب المسئولين في المؤسسة العامة!
منتخبنا الوطني الأول للكرة تعادل مع ماليزيا بعرض باهت ليس فيه ما يغري وتأهل للدور الثالث لتصفيات كأس العالم وقبل أن يجف عرقهم وإذا بالأمر يصدر فورا بـ 500 دينار... هذا أمر جيد ومحبب ولكن لماذا تتأخر في تكريم هؤلاء الأبطال العالميين الذي شرفوا المملكة وجعلوا العالم يهتفون باسم البحرين صباحا ومساء، أليس هذا تناقضا آخر للمؤسسة؟! الكلمة الطيبة قد تتفوق على الأمور المالية الا ان هذا الأمر لم يكن على ارض الواقع هو الآخر خلال الأسبوع الماضي من عودتهم بالذهب؟
نتمنى من المؤسسة العامة أن تكرم أبطالنا لبناء الأجسام التكريم اللائق والمجزي الذي يعادل ما قدموه للوطن من انجاز وان يكون هذا الأمر سريعا وعاجلا.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1886 - الأحد 04 نوفمبر 2007م الموافق 23 شوال 1428هـ