يبدو أن شركة غوغل (Google) الأميركية العملاقة للبرمجيات، التي تمتلك موقع البحث الشهير الذي يحمل اسمها، ستضع حدا الاثنين للجدل المستمر بشأن هاتفها النقال الثوري الموعود، وستكشف عن خطط إنتاجه.

فقد أكدت مصادر قريبة من الشركة، أن الجانب الأبرز الذي يترقبه المتابعون لهذا الإعلان المنتظر، يتركز على ما إذا كانت غوغل ستفسح المجال لحملة هواتفها الجديدة تحميل البرامج التي يرغبون فيها، أم أنها ستقيّدهم بمجموعة من منتجاتها بشكل يضمن لها التحكم الأمثل في السوق.

وقد عرف عن «غوغل» مواقفها المميزة ضد الاحتكار، إذ سبق أن أعلنت في السابق أن من حق جميع المستهلكين الوصول بحرية إلى البرامج التي يرغبون بها وتحميلها من دون قيود، كما رفضت إلزام المستهلكين بشراء نوع محدد من الهواتف النقالة.

وقال المدير التنفيذي لشركة «برايت بوينت» للخدمات اللاسلكية روبرت ليكين، إن الخطوة بحد ذاتها ستساعد على تطوير القطاع وستزيد من اهتمام المستهلكين بالحصول على هذه الخدمة ومعرفة الأجهزة التي ستقدم إليهم الخيارات الأفضل.

يذكر أن «غوغل» كانت أصدرت في مارس/آذار الماضي إشارات أولية عن عزمها إطلاق هاتف نقال من تصميمها، بعد أن ظلت سنين طويلة تزود السوق بتقنيات الاتصال من دون تصنيع الهواتف مباشرة.

بهذه الخطوة تزداد حدة المنافسة بين «غوغل» و»ياهو» (Yahoo) التي برزت إلى العلن في الرابع من مارس 2007، وذلك في سعيهما إلى الوصول إلى مستخدمي الهواتف النقالة، وهو المجال الذي ينظر إليه البعض باعتباره ميدان المعركة المقبل بين الطرفين المتنافسين العتيدين.

ومع قضاء كثير من الناس وقتا أطول في استخدام أجهزة الهاتف النقالة في أشياء أخرى غير المكالمات الهاتفية، تعتقد كل من «غوغل» و»ياهو» أنهما تستطيعان جني الفوائد من هذا الميدان عن طريق بيع الإعلانات الموجهة والتي تستهدف المستهلكين خارج منازلهم أو مكاتبهم.

ومن المتوقع أن يرتفع الإنفاق على إعلانات الهواتف الخلوية إلى 2,5 مليار دولار خلال العام 2007، وأن يتضاعف هذا الرقم في العام 2010، نقلا عن «الأسوشيتد برس».

وتأمل شركة «ياهو» أن تحقق نجاحا أفضل في مجال «البحث النقال»، أي البحث عبر الهاتف النقال، من النجاح الذي حققته عبر الشبكة، فيما تزيد «غوغل»، وبثبات، من تفوقها في الميدانين.

وبينما نقلت «CNN Money» عن مجلة «فورتشن» (Fortune) عن شركتي T-Mobile و Sprint أن «غوغل» تدرس منحهما حق إنتاج أول هواتفها، على أن تؤخذ شركة HTC في الاعتبار شريكا محتملا في المستقبل على ما نقلته.

تسربت معلومات عن توصل «ياهو» إلى اتفاق شبيه مع شركة موتورولا ونوكيا، من خلال توفيرها لبرنامج أطلق عليه اسم «ون سيرتش « OneSearch، إذ تتوقع الشركة أن تحقق نتائج أفضل في توفير المعلومات المهمة لمستخدمي الهواتف النقالة من دون الحاجة إلى الضغط أكثر من مرة على الوصلات على صفحة موقع البحث كما هو الحال في البحث عبر الشبكة.

أما «غوغل» المتحالفة مع «سامسونج» فتأمل في جعل البحث عبر الهاتف النقال أكثر سهولة من البحث عبر الشبكة، وكذلك توفير الخرائط والبريد الإلكتروني لمستخدمي الهواتف النقالة.

وكانت المنافسة بين «غوغل» و»ياهو» اشتعلت مع بدء الأولى برفع سعة بريدها الإلكتروني لمستخدميها 25 مرّة، لتبلغ ضعف ما تقترحه منافستها ضمن خطة تطويرها. وقرّرت «ياهو» فضلا عن ذلك، إعادة إحياء عشرات الملايين من الصناديق الإلكترونية التي تمّ تجميدها على مدى سنوات لأسباب عدة من ضمنها عدم الاستخدام الدوري. الجديد في أمر هذا الصراع الثنائي هو دخول لاعب جديد على أرض الملعب هو موقع إنفورم.كوم (Inform.com) الذي أزيح الستار عن الإصدار التجريبي لموقعه في مطلع العام 2006 في تحد سافر لخدمات أخبار «ياهو» و»غوغل». وهو موقع يستخدم تقنية خاصة للتقصي عن المقالات الإخبارية وتسجيلها وتجميعها. ويقدم الموقع أخبارا من ألف وكالة أنباء ومئة مدونة (ات). ويهدف إلى إضفاء أبعاد جديدة على مجموعات أخبار الإنترنت التقليدية وإحداث ثورة في معلومات المستخدم.

وأشاد رئيس المكتب التنفيذي لموقع (Inform) نيل غولدمان بتقنية الموقع المبتكرة قائلا: «نحن نحول الأخبار إلى لوغريتمات رياضية ثم إلى بيانات توضيحية تتيح للمستخدم إمكانية اكتشاف جوانب جديدة للأخبار. لقد توصلنا إلى ما يحاول العلماء منذ سنين عدة التوصل إليه».