قالوا «بوّاب»، بس ما قالوا «دلال جوازات»، ولديه كل هذه الدرجة من الصفاقة وخفة الرأي والاستهتار بمشاعر الناس!
ففي الأيام الأخيرة، وتزامنا مع جريمة الرفاع التي هزّت ضمير المجتمع البحريني بالاعتداء الجنسي على أحد شباب البلد وهتك شرفه، نشر إعلانا في إحدى الصحف عن استعداده لتسهيل الحصول على الجواز لكل من يرغب، وإنه شكّل لجنة خاصة للمضي قدما في توزيع الجوازات على الراغبين من الجنسيات العربية والأفروآسيوية واللاتينية، أما الأميركان والأوروبيين فيعرف أنهم لن يذهبوا إليه!
الأفندم، كما قيل، لا يطلب أكثر من صورة ذات خلفية بيضاء، وعشرة دنانير، وفوقها عمولة خمسة دنانير فقط، أتعاب لتخليص المعاملة. فهو يريد تسهيل عمل إدارة الهجرة والجوازات وتيسير أمورها، وبدل ما يتجمع المئات كل يوم أمام (الكيشر)، ويلفتون إليهم الأنظار والصحافة، بهالصورة راح تكون العملية سهلة وميسرة ومستورة!
الباشمهندس أيضا قلبه على الوافدين والمهاجرين من المناطق والأقاليم الأخرى التي تبحث عن استقرار وأمان، ونحن عندنا الخيرات واجد. والحمد لله ما عندنا أزمة سكن، ولا نقص أدوية وأسِرّة بالسلمانية، ولا صفوف مكدّسة بالطلاب، والعين توسع أبناء كل الجنسيات والبلدان واللغات في العالم، إذا ما وسعتهم الفرجان والزرانيق والطرقات!
ثم آحب أبشّركم: عندنا بعد خدمة مجانية أخرى، وهي توصيل الجواز للمنزل أو الدكان أو البرادة اللي تعمل فيها، ومن دون مقابل. بس اترك رقم هاتفك مع الطلب لمّا تجي تسجل اسمك عندنا!
طبعا رسوم تخليص الجواز رمزية مثل ما تشوفون، (بس 5 دنانير)، ومع ذلك نحن مستعدين لإسقاطها إذا كان حالك ضعيف، بس لازم تكتب رسالة تظلم وترفقها مع الطلب، وما يصير خاطرك إلا طيّب!
ثم انه عندما «دشّنت» آنه كل هذي الخدمات، كنت آفكّر في التسهيل على أصحاب طلبات الجنسية الجدد سواء من قارة آسيا أو أفريقيا أو حتى أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي! وبدل ما يروحون ويتبهدلون في الحرّ وزحمة الشوارع ويعوّرهم راسهم من الهرنات، ويمكن ما يحصلون موقف للسيارات، قلت لازم ألقى لهم حل، والله هادني لهالعمل الجهادي، ومكتبنا ما راح يقصّر ويّاهم، فنحن في خدمة الشعب! وهذا أقل من الواجب، وأضعف الإيمان!
طبعا... مكتبنا راح يكون مفتوح لاستلام الطلبات 24 ساعة طول أيام الأسبوع، حتى يوم الجمعة، يعني 24×7×30، شغّالين في خدمة المهاجرين ونخدمهم من عيوننا الثنتين، وشعارنا الدائم «قدّم طلبك وانت شاقح»، و»خدمتكم شرفٌ لنا»، و»احصل على الجواز خلال ثلاثة أيام فقط»! ومن لديه ظروف خاصة، يمكننا تزهيب الجواز خلال يومين، أو حتى يوم ونصف إذا كان كلش مستعجل!
طبعا يمكن بعض المغرضين يشكك في مصداقيتنا، لكن نحب نطمن الجميع ان لدينا أسطول من الموترسيكلات لتوصيل الجواز خلال هذه الفترة القياسية لجميع الراغبين، هذا عهد قطعناه على أنفسنا نحن والعاملين بهيئة مكتبنا! أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، ولجميع الشعوب اللاتينية والأفروآسيوية! والله يوفقنا لخدمة جميع الجنسيات!
استدراك قرأت تفاصيل مأساة الشاب في جريدتي «الوقت» (قومية) و»النبأ» (إخوان)، ولكن معلومة واحدة في الأخيرة أثارت فيّ حزنا خاصا: وهي أنه يتيم. جبر الله قلب هذا اليتيم، نسأل الله له ولنا ولعائلته الكريمة حسن العاقبة والختام
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2275 - الخميس 27 نوفمبر 2008م الموافق 28 ذي القعدة 1429هـ