العدد 2275 - الخميس 27 نوفمبر 2008م الموافق 28 ذي القعدة 1429هـ

«الإيمو»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الإيمو (بالإنجليزية:emo) هو اختصار لمصطلح متمرد ذي نفسية حساسة (Emotive Driven Hardcore Punk)، أو شخصية حساسة بشكل عام كما تم وصفه في موسوعة ويكوبيديا، وقد أخذت هذه الظاهرة في الانتشار بين الشباب المراهقين ببداية التسعينات في الغرب، ومن ثم استشرت في الوطن العربي. وتوجد تعريفات كثيرة ومتعددة لهذا المصطلح، حيث يصعب الحصول على تعريف شامل له، إلا أنه يشير في أغلب الأحيان إلى الشخصية الحساسة والكئيبة.

وكما هو معروف فإن «الإيمو» يسمعون نوعا من أنواع الموسيقى، التي تنتمي إلى الروك والميتال، ذات كلمات أو أحاسيس مختلفة عن الأنماط الموسيقية العادية، حيث تتحدث عن الألم والحزن وهكذا. إلا أن هذا النوع من الموسيقى قد لاقى العديد من الانتقاد نظرا لافتقاره إلى اللحن الغنائي.

أما الأزياء فإن لهم ملابس معيّنة تميّزهم من غيرهم، فهم يلبسون في العادة ملابس قاتمة أو سوداء، وسراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، وأغطية المعصم، وهذه الملابس تحمل أحيانا كلمات من أغاني الروك المشهورة. كما أن شعر الذكور يكون منسدلا من الأمام. إلا أن هذا التعريف ينطبق أكثر على الأنماط المدعية التي تطالب بالاهتمام فقط، ولا يعتبر الشخص إيمو حقيقي فقط لأنه يلبس مثل هذه الألبسة، إلا إذا كان يفضل الملابس القاتمة.

ودائما نرى أن الحالة النفسية للإيمو مضطربة، إذ يوصف الشخص بأنه إيمو إذا كان حزينا، متشائما، كئيبا، صامتا وخجولا، أو إذا كان يفضل الأمور التي تندرج تحت الأحاسيس السابقة، وكذلك ينطبق على من عنده ميول انتحارية ويقوم بشق رأسه، حتى لو لم تكن له نية في الانتحار وقد كانت تستخدم كوصف معين، أو إشارة، مثلا عندما يقال لشخص كئيب: لا تتصرف كإيمو.

تعتبر الإيمو بالنسبة للمراهقين العاديين ثقافة ثانوية، متأصلة من ثقافة الروك والقوطيين، وكذلك البانك أو المتمردون - على رغم من أنها مختلفة عنها من نواح عدة، وهذه الثقافة يتبعها الكثير من المراهقين، في أميركا الشمالية عادة، كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم، وهي ليست عادة أو ظاهرة خطيرة، وفي أغلب الأحيان هي مجرد مرحلة يمر بها المراهق ثم يفيق منها. ويجدر الذكر إلى أن هؤلاء أناس طبيعيون جدا، واجتماعيون، ويعتبرون من أكثر الناس فكاهة، إلا أنهم حساسون أكثر من المعتاد.

وبعد هذا التعريف الوافي عن «الإيمو» نستطيع القول أن أبناءنا البحرينيين من الذكور والإناث، وخصوصا المراهقين منهم، يتعاطون مع هذه الثقافة الغربية الجديدة، والتي لا تفيد أحدا بل تتعس صاحبها، وتجعله أسير الحزن والكآبة.

يجب علينا توعية أجيالنا بعدم فقد منظومة عاداتنا وتقاليدنا، والسعي وراء تأصيل الثقافة العربية والإسلامية لديهم، ولنا مقالات قادمة في هذا المجال، إذ إن خطورة «الإيمو» لا تكمن فيهم، بل تكمن في غياب وعي أولياء أمورهم بمعنى شخصية «الإيمو»

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2275 - الخميس 27 نوفمبر 2008م الموافق 28 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:11 م

      والله صدقت

      مشكوووووووووووور
      ماتقصر على الموضوع والله بلاوي
      كل يوميطلعون لنا بســالفه
      على لعموم...
      ماتقصر وايد مشكور

اقرأ ايضاً