«لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، وهذا سمة أساسية من سمات ديننا الإسلامي وعاداتنا العربية وقيمنا الأصيلة. هكذا نحن دائما نقف عاجزين عن الشكر والوفاء لمن يتفانى في أداء عمله وتأدية وظيفته على أكمل وجه؛ فضلا عن عجزنا عن الوفاء لمن يقدم خدمات إنسانية نبيلة تحمل معاني الخير ومساعدة الآخرين... كثيرا ما تعجز سطور الشكر عن الوفاء للمسات إنسانية حانية، خيرة، دافئة... تداوي جرح مصاب، أو تقدم معونة لمحتاج، أو تمسح دمعة يتيم... هذه اليد الكريمة تستحق أن ترفع لها الأكف والايادي الكثيرة لتدعو لها بالصحة والعافية وطول العمر.
في يوم نشر موضوع «إلى سمو رئيس الوزراء»، تلقيت اتصالا هاتفيا كريما من أمين عام مجلس الوزراء الأخ العزيز ياسر الناصر يفيد بالتفات وعناية واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة - حفظه الله ورعاه - بأمر المصاب الفلسطيني إسماعيل محمد هنية الراقد بمستشفى السلمانية الطبي.
قبل كتابة الموضوع كنت على يقين تام بمشاعر «سموه»، وحينما تطرقت إلى أنه ليس غريبا على سموه إصدار أوامره الكريمة لعلاج المرضى ومساعدة المعسرين والمحتاجين، كنت مدركا تمام الإدراك ما يكنه سموه من مشاعر إنسانية رائعة وأخلاق مناقبية بحرينية أصيلة وراقية. وهل للشرف إلا أهله، وهل للصلايب إلا أهلها؟! هكذا أخلاق سموه وهكذا عرفها شعب البحرين مذ تجليات اللحظات الأولى لقيامه بمهام ومسئوليات وأعباء الحكم والإدارة في البلاد.
كما أن أهل هذا البلد الطيب هم من معدن أصيل وصاف، ينهلون من عادتهم وتقاليدهم وأعرافهم بشكل عام المستمدة من دينهم الإسلامي الحنيف، رحيق الكرامة والعزة السامقة، ومعاني النخوة والشهامة في مساعدة المحتاج وإغاثة المريض. وتمثل ذلك في نماذج متعددة؛ فمن الأخت العزيزة القائدة «بدريه علي»، وأنشطتها الخيرة في العمل الخيري على الصعيدين المحلي والعربي، ومناصرة الشعب الفلسطيني ومداواة جراح أهله، إلى الأخوين العزيزين محمد مساعد وأحمد مكي، إلى الأخ المشرف على علاج المصاب «إسماعيل»، محمد البقالي، هذا الطبيب البحريني الذي يبذل جهودا طيبة مباركة ومعه أطباء مستشفى السلمانية الطبي وممرضو الجناح كافة. ولا أنسى الإشادة في هذا المقام بكرم الإخوة أبناء حسين محمد شويطر (محمد وفؤاد) وجهود الوطني اللامع عبدالحكيم الصبحي، وكل من ساهم في تخفيف معاناة المصاب إسماعيل. الذي نسأل الله له الصحة والعافية ليعود لأهله سليما معافى بإذن الله. هؤلاء جميعا هم نماذج تمثل أصالة معدن أهل البحرين وطيبتهم اللا محدودة.
هذه المناقب الأخلاقية الراقية تؤكد بلا أدنى شك، بأنه ليس للشرف إلا أهله، والبحرينيون يأتيهم الشرف مهرولا في الملمات والمصائب التي تمر على أهلنا وإخوتنا في فلسطين الحبيبة أو أي قطر آخر مبتلى. وما للصلايب إلا أهلها «يا بوعلي».
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1885 - السبت 03 نوفمبر 2007م الموافق 22 شوال 1428هـ