إكبارنا وتقديرنا للنخوّة البحرينية الأصيلة التي تحلّت بها وزارة التنمية الاجتماعية أخيرا في وقوفها مع أحبتنا في إقليم دارفور للمساعدة في انتشالهم من ضنك العيش ومخلفات الفقر والشتات جراء الأوضاع المزرية التي يعانيها الدارفوريون.

لعل مشروع مجمع البحرين الثقافي الذي كشفت عنه النقاب الوزيرة فاطمة البلوشي، ويتم العمل على استكماله حاليا في منطقة «واو» بدارفور، إذ يضم مسجدا ومركزا صحيا وإذاعة بمنطقة بنين، أقل ما يمكن أن تقدمه البحرين فعلا لأشقائنا هناك ضمن إعادة تعمير قرى الإقليم المتهالكة.

ما هذه الهِمّة الأخوية سوى حلقة معتادة من سلسلة الاهتمامات البحرينية، حكومة وشعبا، بأوضاع الجيران والأصدقاء وشركاء الجلدة والعقيدة، وهو ما يستحق أعمق معاني الشكر، كما أن من شأن هذه المهمة، التي قام بها الوفد البحريني للاطلاع على المعسكرات الفقيرة، أن تجعل الوزارة تتحمس أكثر للاطلاع عن كثب على معسكرات فقيرة مشابهة هنا في البحرين.

أجمل ما نتمناه من نتائج هذه الزيارة، أن نرى وفودا حكومية جادة تزور المساكن والعوائل المعدمة المخفيّة وسط الأحياء البحرينية الفقيرة، ولا تخرج من كل حيّ إلا بإعلان مشروع عاجل لإعمار هذا البيت، وتوظيف ذلك الشاب براتب لائق، وإعطاء تلك الأسرة مبلغا يكفيها ذلّ السؤال (مع سريان التنفيذ طبعا). فتوازن العطاء هذا بين الجيران والأقربين لو أنصف الاهتمام سيكون كفيلا بإعطاء مشهد رائع للإحسان البحريني.