تحتفل مملكة البحرين هذه الأيام باستضافتها الجولة الثانية عشرة من سلسلة سباقات الفي ايت الأسترالية للمرة الثانية على التوالي، بعد النجاح الكبير الذي شهده سباق العام الماضي في أول زيارة له لمنطقة الشرق الأوسط، ليكون الشرف لحلبة البحرين الدولية في استضافة إحدى جولات هذه البطولة الضخمة التي تحظى باهتمام كبير على مستوى سباقات السيارات.
وبفضل التنظيم الرائع والمذهل الذي عوده رجال الحلبة الدولية الجميع، استطاعت الحلبة أن تنافس حتى الحلبات الأسترالية التي تستضيف هذا السباق منذ ولادته، وهذا ما أكده المتسابقون والوفود والاعلاميون الأستراليون الذين وجدوا العام الماضي والعام الجاري.
سأعود بالذاكرة إلى الوراء قليلا، وبالتحديد إلى تاريخ 26 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينها كنت موجودا في حلبة بانوراما التاريخية بمقاطعة باثرست الأسترالية التي يمتد مضمارها على سلسلة من الجبال الزرقاء، من ضمن الوفد الاعلامي المبتعث من قبل حلبة البحرين لدولية، لمتابعة فعاليات الجولة العاشرة، لذا ارتأيت أن سطور عمود اليوم خاصة بهذا الحدث الكبير، وفي تلك السطور التي كتبتها أطلقت على العمود (باثرست تشتعل)، وتطرقت إلى الأجواء التي انبهرت بها هناك من حضور جماهيري غفير واقامة مختلف البرامج الترفيهية، والمكان الرائع للحلبة وتشكيلها، واليوم أكتب هذه السطور تحت مسمى (البحرين تشتعل)، فالاثار والتشويق عادا إلى موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط بعد عام كامل من الانتظار، حينها لم نكن نعرف عن هذا السباق الكثير، أما اليوم فهناك الكثير من الناس الذين أصبحت لديهم معرفة وإن كانت بسيطة بهذا السباق وبعض من تفاصيله، لكن هناك فرق كبير أود أن أوضحه للقارئ، فالمركز الاعلامي في حلبة بانوراما لم يكن مهيئا بدرجة مركزنا الاعلامي في حلبتنا الدولية، والمكان كان ضيقاَ، ولم تكن وجبات الفطور والغداء والمياه متوافرة على طوال اليوم، حتى أننا في اليوم الأول لدى حضورنا للحلبة فوجئنا بأن المسئولين بالمركز الاعلامي خصصوا لنا مكانا بعيدا عن شاشات عرض السباق والنتائج، والمكان نفسه الذي جلسنا فيه لم يكن مهيئا بخطوط الكهرباء والانترنت، لكننا على رغم كل تلك الصعوبات أنجزنا ما كنا مكلفين به. أما هنا في حلبة البحرين الدولية فالوضع مختلف تماما، فالوفود الأسترالية منذ وصولها البحرين لم يجلس منهم شخص في سكنه، فقامت الحلبة بترتيب وتنسيق برنامج ترفيهي ضخم لهم، فكلما سألت أحدا منهم أين ذهبت؟ وماذا أعجبك في البحرين؟ لايعرف كيف يعبر لي عن سعادته الكبيرة وعن حسن الاضيافة والاستقبال منذ وصوله المطار إلى سكنه وأينما ذهب، أما بالنسبة للمركز الاعلامي بالحلبة الدولية، فالأستراليون (يحلمون) بهذه الضيافة، فالمركز مفتوح من الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة من الليل، كما أن هناك قاعة الفطور أو الغداء والتي تقدم ألذ المأكولات طوال اليوم من دون توقف.
واليوم سيودعنا هذا السباق الرائع ويعود إلى موطنه ليكمل مشواره في أستراليا بعد نجاح كبير للمرة الثانية على التوالي فاقت جميع التوقعات.
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ