يرى الكثير من الخبراء الدوليين أنّ الطموحات النووية للدول العربية تعتبر رد فعل على البرنامج النووي الإيراني الذي ترى فيه الدول الغربية مشروع تسلّح نووي، وذلك خلافا لتصريحات طهران في هذا الشأن. ولكن الحقيقة هي أنّ الدول العربية بدأت تحس بنوع من الخوف من التقدّم العسكري والنووي الإيراني على رغم أنها دولة معزولة عن باقي العالم في ظل العقوبات الدولية. ذلك ما دفع الدول العربية إلى السعي وراء ما تعتقد أنه تطوّر في مجال الطاقة يغنيها عن النفط الذي تعتمد عليه معظم هذه الدول. لكن من المؤسف أنْ نكون بحاجة لمن يقرضنا هذه التكنولوجيا بينما نحن العرب قادرون على استخدامها وتطويرها. ففي الوقت الراهن على الأقل ليست دول الخليج العربي مثلا بحاجة إلى مثل هذه التكنولوجيا، فلو أنّها سعت نحو تطوير هذا البرنامج ودراسته كمشروع مستقبلي للأمد البعيد -في ظل توافر النفط- فذلك لا مانع منه. ولكن أنْ تكون مثل هذه المنشآت أولية بالنسبة لنا فهذا يعتبر مضيعة للموارد المتوافرة لدينا، فقبل امتلاكنا للنووي نحن بحاجة إلى تطوير بلداننا لنصل بها لمرحلة التطوّر الصناعي كي تضاهي القوى الكبرى بدل اعتمادنا على النفط الذي سينضب عاجلا أم آجلا.

من هذا المنطلق يتوجّب علينا بناء القواعد الأساسية لاقتصادنا كي تتوافر لدينا موارد غير النفط؛ لنتمكن من بناء مشروعات نووية، حرارية، أو حتى شمسية في حال أردنا. بدلا من أنْ نعتمد على الدول الغربية في بناء كلّ شيء، وفي مقابل ذلك تستنزف ما لدينا من نفط؛ لنبقى في نهاية المطاف بمفاعل نووي أو اثنين بالكاد نتخبط لنعيش.