بين الحق والباطل أربع أصابع، فحين يشهد المرء الحادث فلا مجال إلى إدخال الخيال... نعم، حدث ذلك في قسم طوارئ السلمانية الذي ثار بشأنه الجدل مرات عدة، ولا يستطيع أحد أن ينكر المستوى المتطور للخدمة والسرعة الكبيرة التي يتم من خلالها تحويل المريض إلى الطبيب والعلاج وفرز «العيار» من الصادق.
لكن يظل الغموض يحيط بهذا القسم، وخصوصا عندما تصدر عن بعض أطبائه أحكاما غريبة على المرضى. دعونا لا نطيل وندخل مباشرة في الموضوع... في الأسبوع الماضي أدخلنا مريضا من العائلة إلى طوارئ السلمانية بعد تعرضه لنزيف حاد في القيء - أعزكم الله - وفي الحال تمت إحالته إلى السرير وأخذوا منه عينة. كل الأمور كانت تسير على ما يرام فيماعدا تأوهات المرضى الذين «نقعوا» منذ ساعات طويلة بحسب ما يقولون...
على أية حال، وصلت النتيجة، وحملق فيها الطبيب هنيئة ورجع، وإذا به يبتسم ويقول: «المريض ما عليه شر إن شاء الله، والنتيجة سليمة 100 في المئة، وأتوقع الزوع من شرب الغازات»!... كنا سعداء ومستغربين في الوقت نفسه، فلم نسمع في أمم سبقتنا عن قيء وخروج مليء بالدم بسبب شرب الغازات، ولكن هذا كلام الطبيب وهو أدرى بما يقول، فما كان منا إلا أن ارتحلنا عن الطوارئ وكلنا أمل بأن ما يقوله هو عين الصواب.
المشكلة أن المريض لم يشعر بأي تحسن، ولم يفده دواء «الحموضة» الذي صرفه له الطبيب بأي شيء، فقررنا حينها إدخاله على اختصاصي في إحدى المستشفيات الخاصة، وهناك كانت المفاجأة... المريض مصاب بقرحة حادة في المعدة، ولو تأخرنا قليلا لزادت المضاعفات، وخصوصا أن دم المريض هبط إلى 9، ولولا ستر الله لم نكن ندري ما الذي سيجري لو أننا اقتنعنا بأن شرب الغازات هو المسبب للنزيف!
ربما، وأقول ربما، أن المستشفى خلطوا بين نتيجة مريض مر على الطوارئ عابر سبيل، وأتمنى ألا يكون قد حصل على نتيجة مريضنا، فحينها ستصرف له أدوية قد تسبب له قرحة المعدة «غصب»!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ