الأسبوع الماضي جاء لأهل البحرين بخبر سار يتمثل في أمر جلالة الملك بإنشاء ساحل محاذٍ للقرى الشمالية طوله أربعة الى خمسة كيلومترات وسيضم جميع الخدمات التي ستخصص لعامّة الناس. وسيبدأ الساحل من منعطف شارع النخيل مرورا باتجاه الشمال نحو قلعة البحرين، ثمَّ الانحناء غربا حتى حدود المدينة الشمالية على بعد نحو 200 متر منها. وقد تم تخصيص نحو 18 مليون دينار؛ لتغطية مصروفات إنشاء الساحل الجديد الذي سيربط أراضي القرى الشمالية بالعاصمة، وسيكون واحدا من أكبر السواحل العامّة في البحرين، كما سيضم مضمار مشي و «كورنيش» ومطاعم.
إنشاء ساحل القرى الشمالية جاء بعد أن اختفت السواحل من الملك العام، وبحسب تقرير «سكيديمور» لم يبقَ سوى 3 في المئة للناس، ولذا فإن أمر جلالة الملك يعتبر خطوة إصلاحية في الاتجاه الصحيح، ومن الممكن أن تعود الحياة الجميلة لقرى الشمالية التي تبدو مختنقة حاليا بالشوارع الضيّقة والمجمعات المغلقة.
رئيس بلدي «الشمالية» يوسف البوري قال: «إن معظم الساحل ليس بحاجة إلى استملاك؛ لأن هناك نحو 20 إلى 30 ألف متر عبارة عن ممر حكومي حاليا، كما أنّ الأراضي الموجودة هي أراضٍ زراعية غير مخططة؛ ما يخفض من قيمة استملاكها»، ملمحا إلى أنه تم اقتراح إنشاء شارعين خدمي وساحلي وإلغاء شارع النخيل للتخفيف من حدّة الضغط على شارع البديع، مبينا أنّ الساحل سيتحوّل إلى كورنيش وستنشأ له جسورعلوية لكي يستطيع الأهالي من جميع المناطق أن يصلوا إليه، كما أنّ الصيادين لم يتم تجاهلهم، إذ ستكون هناك دراسة بيئية قبل البدء بأيّ مشروع وقبل أية عملية حفر أو ردم.
هذا وبدأت تحركات المجلس البلدي خلال يومين من صدور التوجيهات الملكية، وفيما لو سارت الأمورعلى مايرام فإن الساحل سيحتاج إلى نحو ستة أشهر للتخطيط، وسنة إلى سنة ونصف السنة للتنفيذ، وعليه فلربما نرى الساحل مكتملا والناس تستخدمه في العام 2010.
حاليا يحتاج الناس إلى شيء يلمسونه لكي يصدّقوا أن الأمور ستتحسّن بالفعل، وعلى المجلس البلدي أن يستمر بالضغط باتجاه إنشاء ساحل الشمالية وربطه بساحل أبوصبح الذي سيطل على المدينة الشمالية، وهذا التسريع في العمل سيدحض الشكوك التي تقول: إننا نسمع الكثير ونرى القليل. المسئولية ملقاة على الحكومة لكي تبادر في تنفيذ توجيهات جلالة الملك من دون تأخير، ولاسيما أنّ مثل هذه التوجيهات - بعد تنفيذها - ستحقق الكثير بالنسبة إلى الناس الذين يتطلعون إلى حياة كريمة في بلادهم، وهم الذين وقفوا مع مشروع الإصلاح وصبروا على سنين طويلة من المعاناة.
شكر جلالة الملك واجب؛ لأنه من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وأنظارنا تتوجّه الآن للاجهزة التنفيذية للمجلس البلدي ولكلّ المعنيين لتسريع تحقيق حلم أهالي القرى الشمالية بعودة الحياة إلى ساحلهم الذي حُرِمُوا من رؤيته لفترة طويلة جدا.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ