بدأت معالم المدينة الشمالية ترتفع، وبدأ البحر الشمالي يودّع أصحابه الذين باتوا ينتظرون ولو تعويضا بسيطا عن فراق حبيبهم البحر، إلا أن هذا التعويض نال البعض ونسى البعض الآخر، كما نسى البحر أشكال البحارة بسبب كثرة الرمال المتراكمة على وجهه.
ولمعرفة التعويضات التي ستطال رفاق البحر المخلصين «البحارة» وخصوصا بحارة المنطقة الشمالية بعد دفان البحر كان لـ «الوسط» لقاء مع أمين سرّ نقابة الصيادين أحمد الأكرف وأحد الأعضاء المؤسّسين (الذي فضل عدم ذكر اسمه).
يقول الأكرف: «ملف التعويضات شمل ثلاث فئات، هم أصحاب الحظور والبحارة المحترفين ومزاولي المهنة (...) وكانت مفاجأة إدارة الثروة السمكية للبحارة في حصر التعويضات على المحترفين فقط وهو ما كان كارثة، لذلك فإن النقابة الآن تحاول إقناع الثروة السمكية بالتعويض الشامل».
وذكر العضو المؤسس أنه في مطلع أبريل/ نيسان من العام الماضي اجتمعت النقابة مع إدارة الثروة السمكية ولجنة الإسكان والإعمار، إذ أوضح للبحارة تأثير الردم وبناء المدينة الشمالية عليهم، مع تصنيف المتضررين إلى ثلاثة أصناف هي المذكورة سابقا، وتم تأكيد أن التعويض شمل أصحاب المصائد (الحظور) إلا أن هذه الفئة لم تستفد كلّها.
وأشار العضو المؤسس إلى أن بعض أسماء البحارة المحترفين أدرجت في دائرة الثروة السمكية لتعويضهم، في الوقت الذي لم يسجل الباقي كما هو الحال مع المزاولين.
واستنكر كل من العضو المؤسس وأمين السر تلك الآلية في توزيع التعويضات، مؤكدين أن هناك اتصالا مع النواب وأعضاء مجلس الشورى لشمول جميع الفئات المستحقة بهذا التعويض. وذكرا أن النقابة حاليا تسعى إلى الطرق الدبلوماسية والقانونية لحلّ الإشكالية بطرق سلمية وشفافة، مؤكدين أنه في حال عدم التجاوب فإن النقابة ستلجأ إلى أساليب أخرى.
من جهته أكد الأكرف أن النقابة لن تتوقف أبدا عن الدفاع عن حقوق البحارة المتأثرين من دفان البحر وبناء المدينة الشمالية، مشيرا إلى النقابة تمثل جميع البحارة في جميع المناطق.
أضرار المدينة الشمالية على البحارة
أما عن أضرار المدينة الشمالية على البحارة فقال العضو المؤسس: «المنطقة الشمالية معروفة بكثرة مراعي الأسماك التي توجد فيها مواد غذائية تتغذى منها الأسماك نفسها(...) كما يعرف البحر في هذه المنطقة بكثرة المصائد إلا أن تلك المصائد تم ردمها هي والمراعي (...) من الناحية العلمية هناك في البحر مادة اليود إلا أن هذه المادة فقدت الآن بسبب ردم البحر».
وأضاف «المنطقة خسرت أجمل البحار بسبب أعمال الدفان وخصوصا أن بحر المنطقة الشمالية يقبل عليه جميع السياح والعوائل».
الأكرف ذكر أن بحر المنطقة الشمالية يحتوي على ينابيع مياه طبيعية وسط البحر، مشيرا إلى أنه في السابق كان الغواصون يعتمدون على الينابيع التي اختفت الآن مع بناء المدينة الشمالية.
وأكد كل من الأكرف والعضو المؤسس أنه كانت هناك مطالبة بوقف الردم وخصوصا أن النقابة كانت في السابق تطالب بوقف ردم جميع السواحل إلا أنه لا فائدة من هذه المطالبة.
وذكر العضو المؤسس أن نسبة المتضررين من ردم البحر وبناء المنطقة الشمالية كبيرة وخصوصا أن بحارة المنطقة الشمالية عددهم كبير، مشيرا إلى أن البحارة الذين تضرروا من أعمال البناء هم بحارة الدراز وجنوسان وباربار وبني جمرة والبديع. فيما لفت الأكرف إلى أنه تم نقل بحارة الدراز إلى مرفأ مؤقت ومجهز بأحسن الأجهزة بمنطقة البديع.
العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ