ليس أوبريت الضمير العربي حلما عربيا، بل حلما عالميا وكونيا، حتى يتحقق الحلم للعرب فليتحقق أولا لأبناء الدولة الواحدة، التي هي الأخرى ستحقق إذا ما توحد الأخوة الذين هم من أم وأب واحد.

الأوبريت الذي أخرجه المواطن العربي أحمد العريان ويعرض حاليا على شاشات السينما يدعو إلى وحدة عربية تمكننا من الارتقاء بواقع العالم العربي، والوقوف ضد الأعداء، إلا أنه فعلا يبقى حلما، ينتهي بمجرد ما نعود إلى الواقع.

بعيدا عن انتقاد العمل أو مدحه، أشكر المخرج على عمله الكبير، وأسأله: كيف تريد للعرب أن يتوحدوا وفي كل يوم يظهر لنا في كل وطن صغير «عنتر زمانه» مستهدفا «طأفنة» جميع الأمور، الدينية قبل الدنيوية كما يحدث في بحريننا الصغيرة؟

كلامي ليست دعوة للتشاؤم ولكنه الواقع الذي يؤكد أن العالم لم يعد كالسابق، وأنه كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز «إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم» (الرعد: 11)، فإذا كنا نصر على العداء ونرفض التصالح والتسامح فيما بيننا، الذي نعلم أن فيه خيرا لأنفسنا قبل غيرنا فكيف إذا ما كبرت الدائرة لتشمل ملايين البشر الذين لا ينتمون إلى أسرة واحدة؟ وكيف نريدهم أن يتوحدوا وأكثرهم ضعفاء الإيمان ولا يعلمون من الدين الإسلامي إلا نطق الشهادتين اللتين لا يعرفهما أكثرهم بل لا يقدر معناهما؟