يوم الخميس الماضي شرّفنا في «الوسط» الأخ خالد البسّام، كما شرّفتنا شخصيات عدّة من الذين يعرفون قدر البسّام، والملحق الثقافي «فضاءات» من عدد «الوسط» اليوم يغطّي تلك الفعالية ذات الذكريات الجميلة. لقد خصّص قسم المنوّعات والدراسات في الصحيفة تلك الأمسية لتكريم الأخ خالد؛ لما له من إبداعات في توثيق التاريخ بحرينيا وخليجيا وعربيا، فقد وثق إعلام البحرين ونساء العرب بالنصّ والصورة، واستطاع تشغيل المعلومة وتحويلها إلى معرفة، كما عبّر عن ذلك الشاعر قاسم حداد أثناء الحفل.
في كتابه «كلّنا فداك» يتحدّث عن زيارته لفلسطين قبل احتلال الضفة الغربية العام 1967، ومن ثم ينطلق ليتحدث عن علاقة البحرين بالقضية الفلسطينية، وعلى هذا الأساس اختار عنوان «كلّنا فداك» إشارة إلى فلسطين. وطرح في الكتاب أن طبيبا يهوديا اسمه روششتين كان مقيما في باريس، اقترح على وزارة الخارجية البريطانية إنشاء وطن قوميّ لليهود في البحرين والأحساء، وهو ما رفضته بريطانيا. وهذا النصّ التقطته وكالات الأنباء، وكان متداولا قبل سنتين.
المثال أعلاه يشير إلى قدرة الأخ البسّام على التعاطي مع المعلومة بشكل توثيقيّ شيّق، وهو الوصف الذي كتب قاسم حدّاد عنه «جاء خالد البسّام إلى الصحافة في منتصف السبعينيات، قبل تخرّجه الجامعيّ مأخوذا بالكتابة القصصية، وكان يكتب قصصا قصيرة جدا، كمن يدرّب موهبته على طيران صعب. ولكن سرد الحكاية هو الذي يأسره. قلائل يعرفون عن محاولات خالد البسّام القصصيّة المبكّرة، وعندما كنّا نشبعه تقريعا (سمّيناه نقدا أدبيا) لم يكن يهتمّ، ربّما لأنّ طموحه يتجاوز أوهامنا، فقد كانت الصحافة تستحوذ عليه في غفلة منّا، إلى أن دخل مجالها العمليّ واجتاز العديد من التجارب، ليصبح ضمن كوكبة شابّة من الصحفيين متنوّعي الأساليب، الذين يمنحون الصحافة في البحرين في السنوات الأخيرة نكهة خاصة لم تزل تعلن عن نفسها... مثل دخان البراكين».
قدراتنا البحرينية المتنوّعة والنوعيّة متوافرة في مجالات عدّة، ولا ينقصنا إلا الالتفات إلى ما لدينا من ثروات معرفيّة، وأن نقدّرها ونتعاون فيما بيننا على الخير.
وكما ذكرت أثناء الحفل الذي خصّص للأخ خالد فإنه لم يكن للتكريم بقدر ما هو للاعتراف بالتقصير نحو إمكاناتنا البحرينية المخلصة التي استطاعت رغم الظروف أن تواصل بذل الجهد وتقدم إنتاجا مبدعا باستمرار.
ليس من السهل ونحن نعيش في بيئة محمومة بالسياسة أن نجذب انتباه القرّاء إلى كتابات متنوّعة، ولكن البسّام استطاع من خلال كتاباته وتوثيقه الشيّق أن يذكّرنا بأصالة أهل البحرين... فشكرا للأخ خالد البسّام.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ