العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

تمهيد الطريق لصفقة في الشرق الأوسط

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تحضر وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط في رحلة صممت على المساعدة على الإعداد لاجتماع تنوي عقده مع الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. لديها عمل كثير تقوم به والكثير من الوقت لإتمام ذلك، وخصوصا إذا أخذنا أهدافها في الاعتبار. تأمل رايس في أن يتوصل اللقاء إلى اتفاق خطي بين الإسرائيليين والفلسطينيين على المبادئ الجوهرية لتسوية نزاعهم. وعلى رغم أن أطر الرئيس كلينتون في ديسمبر/ كانون الأول 2000 وضعت الخطوط العريضة للتبادلات الجوهرية عن القدس واللاجئين والحدود والقضايا الأمنية؛ ما يزيل الغموض عمّا قد يكون ضروريا أو مطلوبا. وتبقى القدرة على عبور عتبات تاريخية كهذه وتحقيق تسويات تاريخية مهمة مثبطة للهمّة. وقد برز ذلك طالما لم تكن هناك عملية سلام حقيقية جادة خلال السنوات الست الماضية وعندما كان الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي ساخرَين بشكل مميز من بعضهما. عند سؤالهم في استطلاع أُجري أخيرا عن لقاء نوفمبر، توقع 57 في المئة من الفلسطينيين فشله على حين اعتقد 24 في المئة منهم فقط بنجاحه. ليست هذه حال من التوقعات المحدودة، فهي بدلا من ذلك تعكس عدم الإيمان باحتمال أي اتفاق له معنى. يجب أن يقرع ذلك جرس إنذار لرايس إذ يشير إلى أن أي اتفاق يبدو مجردا بشكل زائد وينطوي على التزامات مبهمة سينتج منه على الأرجح رد ساخر.

قد يكون هذا هو سبب إعلان المفاوض الفلسطيني أحمد قريع الأسبوع الماضي أنه يجب عدم عقد الاجتماع ما لم تكن الأطراف تعرف بنتيجته بشكل حقيقي. لسوء الحظ يبدو ذلك الآن احتمالا بعيدا؛ لأنه لا يوجد سوى اتفاق ثابت ضئيل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حتى على رغم وجود مفاوضات جادة بينهما للمرة الأولى منذ ما يربو على ست سنوات.

يجب على وزيرة الخارجية أن تستخدم رحلتها لتحقيق أمور عدة منها:

- أولا: دراسة طبيعة الفجوات الخلافية بين الطرفين بشأن القضايا الرئيسية: ستكتشف الوزيرة أن الإسرائيليين يسعون إلى الحصول على تأكيدات فلسطينية محددة بشأن استعدادهم للتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى «إسرائيل» والتزامات بخصوص الأمن. كما يريد الفلسطينيون تأكيدات إسرائيلية محددة بشأن الحدود والقدس. يريد كل من الطرفين تفاصيلَ عما يهمهما وخصوصا ما يجب على كل منهما التنازل عنه.

- ثانيا: يجب على رايس أن تبحث عن أهداف وخيارات محتملة. قد يكون بفكرها هدف أكثر محدودية لاختراق مبدئي يربط التنازلات الإسرائيلية بشأن الحدود - بمعنى حدود العام 1967 مع تعديلات على جانبيها - مع تنازلات من طرف الفلسطينيين بشأن قضية اللاجئين. يبدو الأمر جيدا من حيث النظرية، إلا أن معادلة كهذه غير كافية على ما يبدو لأي من الطرفين. هل سيتنازل الفلسطينيون حقا عن حق العودة للاجئين من دون الحصول على حزمة واسعة من التنازلات الإسرائيلية بشأن الحدود إضافة إلى القدس؟ هل تتنازل «إسرائيل» حقا عن الحدود مقابل أمر مبهم عن اللاجئين ولا شيء ذي أهمية عن الأمن؟ في غياب ذلك، ستكون هناك تقارير إعلامية مضخمة عن اختراق مبدئي، ولكن الطرفين سيناقضان بعضهما بعضا بشأن ما تنازلا عنه حقا. لا يمكن أن تكون هذه هي النتيجة.

- ثالثا: يجب على الوزيرة خفض توقعاتها بشأن الاجتماع وأن تفعل المزيد للإعداد له. سوف تؤدي التوقعات المرتفعة التي لا يمكن تحقيقها إلى نكسة في عملية صنع السلام وتعطي صدقية لمنطق «حماس» أن الدبلوماسية عديمة الفائدة. إحدى الطرق التي تستطيع رايس من خلالها خفض التوقعات من دون أن تبدو كأنها تتراجع عن التزاماتها هي القول إن هناك مفاوضات جادة جارية، وإن توقيت الاجتماع (أو الاجتماعات) سيُقرره موقف الأطراف من المفاوضات وليس عبر موعد عشوائي. تتعلق الحنكة السياسية بتحديد أهداف ذات معنى والأساليب التي يمكننا نحن وغيرنا استخدامها لتحقيق هذه الأهداف. مازالت رايس بحاجة إلى أن تقرر ما هي الأهداف الصحيحة وليس فقط أن تجد أساليبَ تحقيقها، وإنما كذلك العمل مع آخرين حتى ينظر إلى إنجازهم على أنه ذو معنى.

*مستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وكان مبعوث الولايات المتحدة إلى المنطقة إبان إدارة الرئيسين بيل كلينتون وبوش الأب. له كتاب جديد عنوانه: «الحنكة السياسية: كيف يمكن إعادة موقع أميركا في العالم»، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً