أثبت منتخب كمال الأجسام بما لا يدع مجالا من الشك أنّ الإنجاز الوطني الذي تحقق في البطولة العالمية جعل كل مواطن يدخل في دوامة من الفرح الطويل، خصوصا إذا ما عرفنا أنّ الإنجاز جاء بأيدٍ وطنية لم تلقَ الدعم في الأساس وكانت الهمّة والعزيمة التي بدا عليها اللاعبون في مقدّمتهم المدرب واللاعب طارق الفرساني وزميله البطل محمد صباح هي الأساس في هذا الإنجاز العالمي الكبير.
مَنْ يرى هذه الفرحة العارمة التي كان عليها الاستقبال الكبير في مطار البحرين الدولي، يتذكّر الأيام الخوالي التي كان عليها منتخب كرة القدم أيام كأس آسيا في الصين العام 2004 وفيها كان الجميع في مقدّمة مستقبلي الأبطال، لتعود لنا الفرحة من جديد بعد غياب طويل.
هذه الفرحة لم تأتِ بها أيدي المجنسين الذين أخذوا الخيرات ولم يجلبوا الغنائم، على عكس لاعبي كمال الأجسام الذين لم يحصلوا على الخيرات والمقصود بها الدعم من قبل المؤسسة العامّة للشباب والرياضة حتى انهم لم يتسلموا مصاريف السفر ومغادرة البلاد وترك الأحباب من أجل البلد وجاءوا بالخيرات حين أحرزوا الميداليات الذهبية وسط عمالقة العالم.
مَنْ يرى كيف بكى العالمي محمد صباح بعد فوزه بالميدالية الذهبية، يعرف كيف يحسّ المواطن بطعم الإنجاز ويعرف كيف يكون الفخر في رفع علم بلاده إلى الأعلى، مَنْ يرى تلك الدموع الغزيرة التي انهمرت من عيني صباح، سيجزم أن الإنجاز له طعم آخر لن يحسّ به غير المواطن الغيور على بلده!
أثبت هؤلاء الأبطال أنه لا مجال لنا أنْ نفكّر في ما يسمّى بالتجنيس الرياضي من أجل الوصول إلى القمّة؛ لأنّ القمّة أصبحت أحلى وأزهى عندما يكون عليها اللاعب المواطن، الذي على رغم عدم وجود الدعم من بلاده وليس فقط من المؤسسة العامّة للشباب والرياضة، إلا أنه يجلب يوما بعد يوم الفخر والاعتزاز لأهل هذه البقعة الصغيرة من ساحل البحرين.
الغريب أنه عندما تعود المنتخبات الوطنية محمّلة بالإنجازات الفريدة ومنها منتخب كمال الأجسام نرى المسئولين يتشنقون ويمسون أول المهنئين على رغم الدعم الذي إن أطلق عليه دعم فهو محدود جدا جدا، وهؤلاء هم أول من يتغنون بأن التجنيس هو من سيحقق للبحرين الكثير والكثير من الإنجازات التي يحلم بها المواطنون، لكننا لن نرى ونجزم بأنه لن يكون هناك إنجاز أحلى وأروع من إنجاز اللاعب المواطن.
هؤلاء أثبتوا أنّ اللاعب البحريني لديه من الإمكانات الكثيرة التي تحتاج فقط إلى الدعم اللامحدود، فكيف بلاعب نطالبه بالإنجاز وهو لا يملك حتى المسكن الذي يقطنه مع أهله وزوجته وعائلته، وكيف بلاعب نريده يقدم المطلوب وهو ليس لديه وظيفة يعتاش منها، غير اننا بإمكاننا أنْ نطالب اللاعب المجنس أن يحقق كل الإنجازات التي جلب من أجلها فهو الذي يمنح الراتب الشهري والسنوي والمسكن المريح والسفرات الدائمة والمعسكرات متواصلة، لكنه في الأخير لا يستطيع جلب نصف ما يجلبه، فذلك رشيد رمزي من يتذكر تحقيقه أي إنجاز في الموسم الماضي الذي كان فيه من المرشحين لكنه وفي كل مرة يسقط في الامتحان، لكن المسئولين حينها خرجوا للإعلام وقالوا إن اللاعب يعاني من مشكلات وهو الذي كل شيء متوافر بين يديه.
ما نطلبه نحن وجميع المواطنين أنْ تقف الدولة ومسئولوها مع أبطالنا المواطنين، وأنْ يقدّموا كل ما هو دعم لهؤلاء الذين يرفعون علم البحرين عاليا خفاقا في المحافل العالمية كافة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1881 - الثلثاء 30 أكتوبر 2007م الموافق 18 شوال 1428هـ