صديقي العزيز بكوان! ألم اقل لك أن العجلة من الشيطان؟! ها أنت قد حصلت على الجنسية البحرينية! تماما مثل ابن عمتك فينود وابن خالتك داس وأخوك من الرضاعة كيولرام الذين خاصمتهم ونصبت لهم العداء والبغضاء لمجرد أنهم تسلموا الجوازات البحرينية قبلك بأيام معدودات! وكأن الدنيا ستطير يا صديقي بكوان!
أتذكر حديثي معك يا أخي بكوان؟! عندما قلت لك أن حقكم وحق أبنائكم وبناتكم، وآبائكم وأمهاتكم، وأخوانكم وأخواتكم، وكل أنسابكم وأصدقائكم والتابعين لهم بإحسان لا يضيع في البحرين قلعة الدفاع عن حقوق الإنسان في مكان ؟ هل نسيت؟ وإن كانت القضايا بالأطنان إلا أنك يبدو ابتليت بالنسيان يا بكوان؟!
إذا كنت لا تتذكر كل ذلك وهو حديث قريب العهد، فبالتأكيد لا تتذكر قصة كومار ابن خالة صديق صديقنا راجو الذي جاء إلى العمل في البحرين بوظيفة ميكانيكي سيارات، وبعد ستة عشر شهرا فقط، تفاجأ باتصال من الجهات المعنية يزف إليه نبأ جنسيته البحرينية الجديدة التي باتت جاهزة وما عليه إلا الحضور شخصيا لتسلم الجواز البحريني، وهو لم يكن قادرا على الحديث بالعربية حتى بالتكسير الفاحش الذي يتحدث به كثيرون ممن إذا رأيتهم «كاشخين» بالشماغ والعقال تحسبهم من أبناء قيس أو بني عبس أو ذبيان وهم من أعاجم البلدان يا بكوان!
كم حذرتك من أضرار «الصنان» يا بكوان؟ وكم قلت لك أن «الصنان» هو سبب النسيان، وأن النظافة من الإيمان؟ إلا أنك لا تحب الناصحين! نسيت كل شيء! حتى قصة عم زوجة أخ خالتك من الرضاعة! تلك القصة التي كررتها لي أنت مرارا وتكرارا نسيتها أيضا! هل تذكر؟ أنووب الذي عمل في إحدى الدول المجاورة ثلاثين عاما! وتغضرفت ركبتاه من الذهاب والإياب من وإلى إدارة الجوازات في تلك البلاد ومن دون جدوى! إلى أنه كثر إلحاحه الممل! وفي إحدى مرات مراجعته طلب منه مغادرة البلاد، فنصحوه مجربون، بشد الرحال، إلى البحرين بلد الدلال، ومن دون مماطلة ولا سؤال، تحقق المنال، وأصبح أنووب بحرينيا! هل أحن وأعطف وأرحم منا على وجه الأرض يا بكوان؟!
إذا جار علينا الزمان، فإياكم والنكران يا بكوان! تكدسنا بالعشرات في بيوت كالغيران لا يسكنها حتى الفئران! وتركنا لكم بيوت الإسكان يا بكوان! تركنا لكم الوظائف المرموقة وغيرها، ونصبناكم أمناء مؤتمنين على أمننا، على رغم أن الدستور أوكل تلك المهمة للمواطنين، إلا أننا لا نجيد إلا الإيثار من أجل الإنسان يا بكوان! فتحنا لكم باب التجنيس على مصراعيه، ونحن نعلم علم اليقين أن مواردنا محدودة، وبلادنا الأكبر كثافة سكانية بين كل البلدان، فإياكم والنكران يا بكوان!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1881 - الثلثاء 30 أكتوبر 2007م الموافق 18 شوال 1428هـ