عقد وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو ظهر أمس لقاءَ مهما في مبنى وزارة الصناعة والتجارة جمع فيه أصحاب الأعمال ورؤساء تحرير الصحف اليومية وعددا من الشخصيات ذات التأثير، وتحدّث معهم عن مشروع «مرسى البحرين للاستثمار» الذي أثارت كتلة الأصالة ضجة حوله عبر إحدى الصحف اليومية. وكان الوزير متألما لما اعتبره حملة مجافية للحقائق، وردّ على كلّ ما ورد من تعليقات بشأن المشروع الذي تشرف عليه شركة «تعمير» عبر اتفاق مدّته 50 سنة وبشروط وتسعيرات أكثر ضمانا لحقِّ الحكومة مما هو متوافر في دول التعاون. وقال الوزير فخرو إنه على استعداد للاجتماع بأيِّ جهة، بما في ذلك كتلة الأصالة للإجابة على أيِّ استفسار وذلك لقناعته بأنّ المشروع من أفضل المشروعات الصناعية التنموية في البلاد.
أثناء الحديث، طرح البعض تفسيرات سياسية، ودوافع غير واضحة خلف الحملة ضدَّ المشروع، بينما تحدَّث آخرون عن صفاء النوايا وأنّ ما حدث التباس في الأمر، هذا في الوقت الذي تقدّمت فيه شخصيتان على الأقل للحديث مع كتلة الأصالة وبحث الموضوع والتوصُّل إلى اتفاق مع الوزير.
في الوقت ذاته، كانت كتلة الأصالة قد نشطت داخل البرلمان (أمس) وشكَّلت تحالفا مع الوفاق تمكّنت من خلاله تشكيل لجنة تحقيق في مشروع المرسى.
هناك من يطرح بأنّ توجُّه البعض ربما تقف خلفه دوافع ايديولوجية ضدَّ قطاع اقتصادي، أو فئة معيَّنة من المجتمع أو ضدَّ الحريات العامة أو ضدَّ الحريات الفردية، وهناك مَن يقول إنّ البعض يتحرّك على معادلة لها علاقة بصراع نفوذ معقَّد تطوّرت معالمه خلال السنوات القليلة الماضية.
مهما كان الأمر، فقد كان أمس يوما حافلا، إذ تقدّمت كتلة الأصالة بطلب مستعجل لتشكيل لجنة تحقيق نيابية في مشروع مرسى الاستثمار، ولم تحتجْ الكتلة سوى خمسة أعضاء، ولكنّ أكثرية الحضور وافقوا على تشكيل اللجنة، بما في ذلك نواب الوفاق والمنبر الإسلامي.
خلف الستار كانت الكتل تتحدّث بشأن خططها لتشكيل لجان تحقيق... وكتلة الوفاق توصَّلت إلى اتفاق مكتوب مع كتلة الأصالة، ويقضي هذا الاتفاق بألا يتم تعطيل الأدوات البرلمانية، ولكن ما جرى فعلا خلف الكواليس هو الاتفاق على تمرير طلب الأصالة تشكيل لجنة تحقيق تطول وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو، مقابل عدم وقوف نواب الأصالة ضدّ طلب الوفاق تشكيل لجنة تحقيق تطول وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة.
يومٌ سياسيّ مشهودٌ أمس، وتطوُّر لافت للنظر من كلِّ جانب، وما نشاهده هو نتيجة نشاط في كواليس السياسة البحرينية، ونحن نشهد نموَّ تحالفات جديدة ومعادلات غير متوقعة. أما فيما إذا كانت الوفاق ستحصل على المقابل أم لا، فعلينا الانتظار أسبوعا آخر على الأقل.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1881 - الثلثاء 30 أكتوبر 2007م الموافق 18 شوال 1428هـ