أقل ما يمكن قوله عن المستوى الذي قدمه فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي في مباراته في الدوري أمام ميدلزبره أنه كان مذهلا بكل المقاييس.
فعلا، ما قدم في تلك المباراة كان كرة قدم قليلا ما نشاهدها على مستوى العالم ومن المستحيل أن نشاهدها على المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي.
الطريقة التي يلعب بها الفريق الأحمر تدفع الجميع إلى الإعجاب والدهشة من خلال السرعة في تمرير الكرة وأخذ المراكز وتركيز الهجوم من مختلف الاتجاهات بواسطة لاعبين شباب مهرة جمعهم المدرب الاسكتلندي فيرغسون من مناطق مختلفة حول العالم.
في الهجوم كان هناك الثنائي الضارب الإنجليزي الشاب واين روني والأرجنتيني الشاب كارلوس تيفيز، وفي قلب الوسط وجود البرازيلي أندرسون والإنجليزي هارغريفز، وعلى الجناحين كان هناك البرتغاليان الرائعين رونالدو وناني.
خط الدفاع ليس أقل من الهجوم والوسط في ظل وجود كل من الإنجليزي فريديناند والصربي فيديش في قلب الدفاع، وفي الظهيرين كل من الايرلندي جون أوشيه والإنجليزي براون ومن خلفهم في حراسة المرمى الهولندي العملاق فان در سار.
فوق ذلك كله هناك كتيبة من النجوم واللاعبين المميزين على دكة الاحتياط ما يمكن الفريق من التأقلم مع جميع الظروف والمتغيرات.
على رغم أن بداية مانشستر لم تكن بالشكل المطلوب في الدوري فإنه سرعان ما رتب صفوفه وبلغ قمة مستواه أخيرا ليتمكن من الفوز في آخر ثلاث مباريات له في الدوري الإنجليزي وفي دوري أبطال أوروبا برباعية في كل مباراة للدلالة على مدى قوته الهجومية.
من المبكر التنبؤ ببطل الدوري أو دوري الأبطال ولكن من الطبيعي أن يكون مانشستر في ضوء ما يقدمه أبرز المرشحين لخطف اللقبين على رغم المنافسة القوية التي يلقاها من بقية الفرق وخصوصا من أرسنال في الدوري الإنجليزي الذي لا يقل شأنا عن مانشستر سرعة ومهارة وشبابا. تشلسي هو الآخر منافس قوي على المستوى المحلي والأوروبي في ظل ما يضمه الفريق من نجوم مميزة.
المستوى الذي يقدم في الدوري الإنجليزي لا يمكن مقارنته باعتقادي بمستوى أي دوري آخر في العالم، لان هناك في إنجلترا تلعب كرة القدم بطريقة مثيرة ورائعة وسريعة تجعلك منشدا إلى الشاشة صعبا عليك فراقها ولو للحظات بسيطة.
ما يقدم هناك من إثارة ومتعة ستنعكس سلبا على بقية الدوريات الأوروبية التي ستبدو أقل بكثير من هذا الدوري ما قد يقلل من جماهيرتها ومتابعتها.
وإذا كان هذا حال الدوريات الأوروبية بالمقارنة مع الدوري الإنجليزي فماذا يمكن أن يكون حال الدوريات العربية والخليجية؟!
أما دورينا المحلي فلا يمكن مقارنته أبدا، لأنه دوري من دون طعم أو لون أو رائحة. ما نشاهده في ملاعبنا أقرب إلى المصارعة منه إلى كرة القدم، لأن المثير فيه والذي يصنع الحدث هو المناوشات والشجارات والملاسنات الجماهيرية أو بين اللاعبين والإداريين، أما المتعة والإثارة فإنها أبعد ما يكون عن قاموس دورينا البحريني المليء بما لذ وطاب من مشكلات وإلغاء نتائج وانسحابات وأخيرا محاكم!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1880 - الإثنين 29 أكتوبر 2007م الموافق 17 شوال 1428هـ