بدعوةٍ من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تسنت لي المشاركة في مؤتمر المعرفة الأول الذي عُقِد على مدار يومين واختتمت فعالياته أمس في خطوة جريئة تحتسب لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في لعب المعرفة دورا في التنمية وهو ما وصفه بعض المشاركين في إحدى جلسات المؤتمر بـ «الصحوة العربية».
لقد جمع المؤتمر خليطا منوعا من المدارس الفكرية والفئات العمرية المختلفة من شتى التخصصات والخبرات من العالم العربي حتى من العقول العربية المهاجرة في حدث لا يمكن أن نقلل من قدره من حيث البحث عن أفكار وطرق لتسخير المعرفة لتطوير الأداء البشري.
المؤتمر الذي يحاول من خلال طرحه خلق استراتيجية ومناخ معرفي ينتهل أساساته من المعرفة ومناهله الأساسية النظام الرقمي المتمثل في أثره في تطبيق ما يعرف بـ «التعليم الإلكتروني» وصولا إلى الاستفادة من المعلومة وتطويرها لعمل بحثي أو إبداعي مبتكر, فهو بلاشك مبادرة قد تترك أثرا ايجابيا على شعوب المنطقة فيما لو طبقها الجميع بجدية تحت شعار «الإنسان وقيمة عمله في ظل الإنتاج المعرفي».
البعض قال إن مبادرات مؤسسة محمد بن راشد قد تكون ضربا من الخيال وبعيدة عن واقع العالمين العربي والإسلامي اللذين يعجان بكثير من الإحباطات التي تجعله في ذيل ركب التقدم الحضاري بعكس ما هو موجود في الغرب والحاصل حاليا مع بعض البلدان الآسيوية.
ولكن في عرض الشيخ محمد بن راشد خلال كلمته الافتتاحية لهواجسَ طرحها عند إنشاء مؤسسته، أشار إلى أن احدهم قال له: «إنك يا محمد في هذه المؤسسة كمن يحرث في البحر، فالتحدي ضخم وفجوة المعرفة في معظم الدول العربية من الصعب ردمها والكلام عن بناء مجتمعات المعرفة كثير ولكن العمل قليل»، إلا أنه رفض هذه الرؤية، موضحا أن «البحر غني بثرواته فمنه عرفنا اللؤلؤ والمرجان والمعادن الثمينة».
وفي مقابل هذا التعليق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى موجها كلامه إلى حاكم دبي: «أؤكد لك انك لا تحرث في البحر, ثم إنكم حرثتم في البحر فعلا وبنيتم المدن والأحياء. فلماذا لا تحرث في البحر فعلا في سبيل المعرفة، لم يعد الحرث في البحر مستحيلا».
على حين دعت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية أمة العليم السوسوة خلال كلمتها إلى أن «يستمر في الحرث ليس في البحر فقط وإنما في الجو والبر باعتبار حرثه مثمرا أينما كان».
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1880 - الإثنين 29 أكتوبر 2007م الموافق 17 شوال 1428هـ