ربما أتى تقرير ديوان الرقابة المالية «صفعة» لكثير من الوزارات والجهات «المخالفة في الخفاء»، وليكشف عن ملايين الدنانير التي تصرف في غير موضعها، أو تدخل في حسابات خاصة... ولنا الحق في السؤال عن أموالٍ صُرِفَت - ربما - لرفع معنويات أناس؛ بغرض زيادة الإنتاج، نظير الوقوف على مشكلات المواطنين وما يؤرق بالهم، على حين أغلقوا أبوابهم، أو انشغلوا في آخر ما يشغل الناس ويهمهم، أو آثروا تأجيج الناس على بعضهم بعضا وظلوا يتفرجون، والطامة الكبرى أنهم مثّلوا دور الساعين إلى السلام وهم منه براء!
دور انعقاد أول ولى وراح، وها قد بدأ دور انعقاد ثانٍ، أو دور «مهاترات» آخر إن جاز لنا التعبير، يُدَشَّن بتبادل التهم والطعن في وطنية البعض الآخر، بل في عقيدته، فيما ملفات المواطنين، وقضايا الوطن عموما، مركونة إلى حين يُوْقَظ العقل بـ «صفعة» تنتقد الأداء وتطيح بالثقة!
سنوات نضال مريرة لنصل إلى البرلمان، معارضة للمشاركة، ثم إجماع، ووعود من الجميع بالغد الأفضل وتحقيق ما عجزنا عن تحقيقه سني عمرنا الماضية، لتطيح الوعود وتسقط الأحلام مع حرب «البقاء للأقوى» وليس للأنفع، فتهدر حقوقنا مرة أخرى بـ «صفعة أقوى» وجهها إلينا نوابنا الكرام. هنا أيضا موازنة رُصِدت، وملايين صُرِفت، لأجل المواطن، الذي مافتئت حقوقه «تصفع» بـ «ضعف الموازنة وسنوات الانتظار»... فمن يرد إليهم صفعتهم؟
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1878 - السبت 27 أكتوبر 2007م الموافق 15 شوال 1428هـ