دعا أمين عام جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) إبراهيم شريف إلى إعادة طرح ملف العائدين إلى الوطن بقوة وإحياء بوادر الوحدة الوطنية التي تم تأسيسها بين عامي 1954 و1956. جاء ذلك في كلمة الجمعيات السياسية التي ألقاها في التأبين الذي نظمته جمعية العمل الإسلامي (أمل) بمناسبة أربعينية عبدالأمير العرب أمس في مأتم سار الكبير.
وقال شريف: «ما أحوجنا اليوم إلى المناضل العرب الذي قضى سني عمره في النضال والمطالبة بحقوق أبناء شعب البحرين، حتى وافاه الأجل وهو لايزال يسير في الخط الجهادي الذي التزم به مناضلون قلة من أمثال الشيخ عبدالأمير الجمري رحمه الله، وعبدالرحمن النعيمي شافاه الله، وإن تكريم هذا المناضل لا يتم إلا بالمواصلة على الدرب الذي انتهجه، وإعادة طرح الملفات التي طرحها بقوة».
وأضاف أن «العرب رحل وترك في أعناقنا أمانة إكمال درب الحرية، فقد قضى 54 عاما مناضلا لم يساوم على حقوق المواطنين، وقضى 20 عاما في المنفى وعانى من الفقر والغربة والسجن، وبقي على نهجه لم تزحزحه أية ظروف».
وأشار شريف إلى أن المعارضة في البحرين يحق لها أن تفتخر بتحقيق وحدة وطنية تمخض عنها عمل جماعي أدى إلى قيام المؤتمر الدستوري، متأسفا من «أن الأيام الجميلة ولت، وما أحوجنا إلى شخوص يحملون راية لمِّ شملنا من جديد لأن القوة في العمل الجماعي»، وقال: «إن قوتنا في وحدتنا، فحتى البرلمان الذي لا يشرع لم يتمكن من تحقيق مطالب الشعب، فقد أثبتت التجربة أنها عاجزة عن فعل ما يطمح إليه الشعب».
من جهته، أكد الشيخ حبيب الجمري في كلمة جمعية العمل الإسلامي أن الراحل عبدالأمير العرب الذي وافاه الأجل في 3 سبتمبر/ أيلول الماضي التزم بطريق الجهاد بعد أن تركه كثيرون ممن أغرتهم الحياة، وكان العرب مفكرا سياسيا، ودافع عن حقوق الفقراء طيلة حياته.
وقال: «من منا لا يقدر هذا الرجل الكبير؟ فقد كان رئيس الدائرة السياسية للجبهة السياسية لتحرير البحرين، ومؤسس لجنة الدفاع عن حقوق العائدين إلى الوطن، وطالب في سفرات عدة إبان التسعينات بضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين والإصلاح السياسي، وكان من القيادات الوطنية المساهمة في تأسيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وجمعة العمل الإسلامي ولجنة العائدين إلى الوطن».
وأوضح الناشط عبدالنبي العكري في كلمته التي ألقاها على هامش التأبين، أن الراحل كان من المساهمين في تأسيس التحالف الوطني الإسلامي الذي عزز نضال شعب البحرين، وقال: «استطعنا معا في المنفى بسورية كتابة تقارير انتهاك حقوق الإنسان في التسعينات ورفعنا التقارير إلى المؤسسات الحقوقية، ما أسهم في إيصال صوت المظلومين إلى المنظمات الدولية».
ودعا العكري إلى توثيق ما قام به المناضلون من شعب البحرين لكي يبقى ما أسسوه لدى الأجيال جيلا بعد جيل.
وشهد التأبين إلقاء قصائد عدة تنعى الفقيد، كما ألقى أهل الفقيد كلمة تطرقوا فيها إلى حياته، متوجهين بالشكر إلى جمعية العمل الإسلامي على تنظيم التأبين، ومن ثم عرض فيلم وثائقي لخص أهم خطوات عبدالأمير العرب النضالية. وتم على هامش التأبين إعلان إطلاق كتاب «عبدالأمير العرب... شاهد في زمن الغياب» وهو عبارة عن توثيق لحياته بأقلام نخبة من السياسيين ورفاق الدرب.
العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ