بيّن خطيب الجمعة بجامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق، في خطبته أمس أن الإسلام شخص جريمة الفساد وخيانة الأمانة، وبين أسبابا كثيرة تؤدي إلى استغلال المال العام وإهداره ومنها: أن يوسد الأمر إلى غير أهله، وضياع الإيمان ونقص الدين. مبينا أن «ضعف الوازع الديني لدى كثير من الناس سبب في ضياع ممتلكات الأمة، فلو كان هناك وازع من الدين يردع صاحبه ويزجره كلما هم بالتفريط فيما أوكل إليه من أمانة لعاشت الأمة في خير عظيم وأمن وارف».
وقال: «تطالعنا الصحف اليومية بين حين وآخر بخبر عن اختلاس أو تصرف في مال عام واستغلاله، أو خيانة أمانة وتحقيق في الأموال العامة، وإن من الواجب الشرعي بيان حكم هذه التصرفات التي تضر بأموال المسلمين وتضر الأمة والمجتمعات»، سائلا: «لماذا تظهر خيانة الأمانة في المجتمعات المسلمة، وهي تدين بدين السلام والأمانة والطهر؟ فالأمانة من الأخلاق الفاضلة وهي أصل من أصول الديانات، وعملة نادرة في هذه الأزمنة، وهي ضرورة للمجتمع الإنساني».
من جانب آخر انتقد توفيق المخالفات الكثيرة التي يرتكبها المصلون في صلاتهم عن عمد أو غير عمد، قائلا: «إن المخالفات كثيرة ومنها، وهي ملاحظة جدا، أعداد الصلين في الأعياد والجمع دون بقية الفروض، فبعض المسلمين لا يعرفون المسجد إلا في الأعياد والجمع، وقد وردت أحاديث في الترهيب من ترك الجماعة، كقول النبي (ص): (والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم)، هذا في عصره فكيف بهذا العصر؟ فهناك مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا يشهدونها مع المسلمين. فالله الله في صلاتكم، فلم يبق من الدين إلا هذه الصلاة حافظوا عليها وأدوها في مساجد كما أمر بذلك نبيكم». وأوضح أن الصلاة هي العبادة العظيمة «التي أصبحت شعار الإسلام الوحيد، نعم شعار الإسلام الوحيد، وإلا فأين الشريعة الإسلامية في حياتنا في القوانين والأنظمة الدولية، فالتشريعات جلبناها من الغرب والشرق، وترفعنا عن شرع الله تعالى الحكيم، أين الحدود الشرعية؟ وأين الحسبة في المجتمعات الإسلامية حتى انتشر الشر والزنا وبنوك الربا؟ نتفقه في كل شيء ما عدا الصلاة، فلايجوز أن يعبد الله تعالى على جهل، ولعل بعض الناس يتكاسل أو يستحي من السؤال، ونقول: «إن الله لا يستحي من الحق» فالجاهل يتعلم ويسأل أهل الذكر إن كان لا يعلم».
وعن أهم الأخطاء الحاصلة قال: «عدم الطمأنينة في الصلاة، وهي تبطل الصلاة، وتجعلها لا نفع فيها، فلا يطمئن في ركوعها ولا سجودها، ولا جلوسها بل ينقرها نقرا، ولا يذكر الله فيها إلا قليلا (...) فالصلاة ليست حركات صماء ومجردة من الخشوع والذكر، بل إن سرعة الصلاة دليل على جهل صاحبها بأحكام الصلاة».
وأضاف «من المخالفات أيضا تهاون بعض المصلين بستر العورة، وقد سبق التنبيه على ذلك، إذ اشتكى إليّ بعض المصلين (...) ومن المعلوم أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، فمن بانت عورته في الصلاة بطلت صلاته، بطلت صلاته، بطلت صلاته، فليراجع المسلم ما يلبس فالقميص القصير الذي لا يستر العورة لا يجوز لبسه للصلاة ولا لغير الصلاة».
العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ