أكد خطيب الجمعة بجامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر في خطبته يوم أمس إن «الخروج بالأمة من هذا النفق المظلم، التكفير والطائفية والعنف والتطرف، بعد الاستعانة بالله، هو بيد حكامها وعلمائها وخطبائها ومربيها وساستها وكل فرد فيها، ويتجلى ذلك في تعاضدهم وائتلافهم وتعاونهم على كل خير، فالواجب على أمة الإسلام، والفتن تمد أعناقها إليها، أن تكون صفا واحدا، وجسدا واحدا وفكرا واحدا أمام تلك النعوت والأسقام والأدواء».
وقال: «إن لله سننا في الكون لا تتغير ولا تتبدل، تجري على البشر كلهم، ومن سنن الله تعالى أن يبتلي البشر ويختبرهم بالخير والشر، وفي هذا الزمان حين تكالبت المحن والمصائب وتوالت النكبات والكوارث على المسلمين تعددت التفسيرات والتأويلات لذلك، ولكن يبقى أن ذلك إنما بسبب تفريط المسلمين في دينهم إلا من رحم الله، فتداعى الأعداء عليها من كل جانب كما تداعى الأكلة إلى قصعتها».
وأضف الجودر «لا يخفى على أحد حال الأمة اليوم، مآسٍ بكل المقاييس، وآلام ومصائب بكل المعايير، أن يعلموا أن من دروس الابتلاءات الحاجة إلى المراجعة والتقييم، ومن ثم التجديد والتحديث، فلكم في دارفور بالسودان إخوان يعانون أوضاع معيشية سيئة، وكلها بسبب الصراعات والحروب العرقية، أو التغيرات المناخية، وأهمها التصحر والجفاف التي تزيد من معدلات الفقر والجوع، ومن هذا المنطلق ندعو الجميع لمد يد العون والمساعدة لهذا الشعب الشقيق من أجل تخفيف المعاناة. إن وقوفنا اليوم جميعا مع أبناء دارفور يحتمه علينا واجبنا الديني، فتجمعنا بهم وشائج القربى واللغة والدين والجغرافيا والمصير، فقفوا عباد الله مع إخوانكم في دارفور بالمال والغذاء والدعاء، فهم في أمس الحاجة لمساعداتكم».
العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ