العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ

أخفقت... والجاني ضمير مستتر تقديره الإخراج/ النص/ المال

الممثلة البحرينية في رمضان

تحدث بعض النقاد والفنانين والمثقفين وكتّاب الأعمدة عن المسلسلات الرمضانية لهذا العام، التي حملت معها الغث والسمين، البعض ذهب إلى أنه تم اكتشاف نجوم جديدة، وإبداع اعمال فنية درامية تضيف الى الرصيد الفني البحريني الكثير، والبعض الآخر انزاح إلى أنها لا تضيف الى الفن الا تهمة اخرى؛ لكونه اصبح يضحي بالمضمون على حساب الشكل.

ما رأي الجمهور في حضور الفنانات البحرينيات؟ وهل الجيل الجديد قادر على اقناع ولفت نظر الجمهور البحريني الذي بات قادرا على التمييز بين الفن واللافن؟ وما وجهة نظر المتابعين في التعاون بين الممثلين الخليجيين والممثلين العرب؟ للاجابة عن هذه الاسئلة، نتابع هذا الاستطلاع:

الممثلة البحرينية مقنعة

ترى سماء عبدالجليل (طالبة إعلام - قسم إذاعة وتلفزيون) أن الممثلات البحرينيات اصبحن يطورن من انفسهن وقادرات على اداء الأدوار المسندة اليهن، وخصوصا الكوادر الشابة أمثال هيفاء حسين ونجية زينل وأميرة محمد وغيرهن من الممثلات اللواتي ظهرن بأكثر من شخصية، فهن قادرات على لعب ادوار الخير والشر والكوميديا والضحية والكثير من الأدوار التي تسند اليهن.

كما تضيف أن «الفنانات البحرينيات إذا وجدن مع فنانات من جنسيات أخرى في عمل واحد فإنهن يتفوقن على الأخريات ومثال ذلك العمل الرمضاني (نعم ولا)، إذ نرى فيه ان الفنانات البحرينيات برزن فيه أكثر من نظيراتهن من الجنسيات الأخرى مثل ابتسام العطاوي وزهرة عرفات ونجية زينل».

أما بخصوص الاستعانة بممثلات خليجيات فتقول سماء: «ليس ضعفا في الإمكانات، ودليل ذلك ان الدول الخليجية الأخرى تسند الى الممثلات البحرينيات الكثير من الأدوار وفي الغالب أدوار البطولة وإن دل هذا على شيء، فهو يدل على قوة الأداء والتمكن من الأدوار، وتأتي الاستعانة بممثلات خليجيات فقط من باب التعاون المشترك بين دول الخليج».

اللوم على المخرج

«أنا ألوم المخرج!». يوجه محمد جعفر جاسم (19عاما) لومه إلى المخرج بالدرجة الاولى، ويرى أن توزيع الأدوار على الممثلات البحرينيات حتى الممثلين الخليجيين والعرب غير موفق في بعض المسلسلات البحرينية؛ ما يضعف من اداء الممثل وبالتالي يكون غير مقنع، لا لعيب في الممثل عموما بل لعيب رئيسي في الاخراج، أما عن رأيه في الممثلات البحرينيات فقد لفت نظره الاداء الممتاز للممثلة البحرينية فاطمة عبدالرحيم، وحياها على حسن اختيار ادوارها، كما يعتقد ان تعاون الفنانين الخليجيين والعرب في المسلسلات البحرينية تعاون مرغوب ومحبب يضيف نوعا من الضخامة الى العمل الفني، على رغم نفيه القاطع الاصوات التي تقول إن البحرين لديها نقص في كفاءة ممثليها، مدللا ذلك بانتشار الممثلين والممثلات البحرينيات وخصوصا في دول الخليج مثل الكويت والسعودية.

الدعم المادي هو السبب

أما صادق الهاشمي (19عاما)، فيذهب إلى أن الدعم المادي هو اساس انجاح المسلسل البحريني، مفسرا ذلك بالمسلسلات البحرينية التي حصلت على دعم مادي قوي مثل «ملفى الأياويد» و «فرجان لول» ومسلسل «سعدون»، فجميعها كانت افضل، وكان اداء الممثلة البحرينية فيها قويا ومقنعا، أما المسلسلات الرمضانية ذات الانتاج الخاص فتفتقر إلى الدعم المادي القوي؛ ما يؤثر على اداء الممثل فيه، فالنص غير جيد في بعض الاحيان وتوزيع الادوار غير متناسب، اما عن التعاون بين الممثلين الخليجيين والعرب فيضيف صادق ان «هذا التعاون مطلوب، ومحبب لدى الجمهور ولكن هذا التعاون لا يلغي قدرة الممثل البحريني على اداء تلك الادوار التي يقوم بها الممثل المتعاون».

ضعف النص يسيء إلى الفنان

«أداء الممثلات البحرينيات خارج البحرين أفضل بكثير»، هكذا تقول آيات عبدالله علي (22 عاما)، معللة نجاحها بأن النصوص والسيناريو تكون أفضل، وبذلك يكون الأداء اقوى وملامسا للواقع. وتضيف أن «بعض الممثلات البحرينيات لم يكن مقنعات بل كان اداؤهن كبعض قارئات نشرات الأخبار اللاتي لا يستطيع ان يتفاعل معها المشاهد سلبا او ايجابا»، اما عن رأيها في مشاركة بعض الممثلين الخليجيين والعرب في المسلسلات البحرينية فقالت: «إن المشاركة هدفها واضح وهو اعطاء العمل نوعا من الضخامة والشهرة على رغم فقر العمل، وهذه الدعاية يعرفها الجمهور البحريني ولا يمكن ان يغض الطرف عنها»، بل - بحسب قولها - إن بعض الفنانين المشاركين يغامرون برصيدهم الفني وحظوتهم عند جمهورهم اذا شاركوا في اعمال دون المستوى، وتختم آيات حديثها قائلة: «لا استطيع ان انكر جودة بعض المسلسلات البحرينية والممثلات المشاركات في بعض الأعمال مثل مسلسل (سعدون) و(فرجان لول)، ولكن بُعْد التعامل بواقعية مع القضايا المطروحة في هذه المسلسلات هو ما يعيب الاداء الذي يؤثر عليه».

جيل جديد غير مقنع

رباب أحمد علي - طالبة الإعلام بجامعة البحرين ترى ان أداء بعض الفنانات البحرينيات لم يكن مقنعا للسبب ذاته ألا وهو ضعف النص والحوار، الذي تصفه رباب بأنه لا يلامس الواقع، وسطحي. تقول: «إن الجيل الجديد من الفنانات غير مقنع في الاداء»، كما تصف الاستعانة بالممثلين الخليجيين أو العرب بانه «مهزلة»! مفسرة ذلك بأن هذا التعاون للأسف يضيف تلك اللمسة المقحمة التي تضفي على العمل الفني صفة اللاواقعية من خلال اختلاف اللهجات بين افراد الاسرة الواحدة على سبيل المثال أو تغيير لهجة على حساب لهجة اخرى وكأنه فعلا - كما توضح رباب - مسخ للواقع وتغيير معالمه الى واقع آخر غير موجود، كما ان ملابس الممثلة وعمرها احيانا لا يتناسب والدور المعطى لها، وهذا إلى جوانب اخرى - كما تقول رباب - يساهم في عدم قوة الاداء لبعض الممثلات البحرينيات اللواتي يجب - بحسب رأيها - ان يهتممن بحسن اختيار ادوارهن بعناية على عدم كثرة مشاركتهن لمجرد الظهور لا غير.

من خلال هذا الاستطلاع، البعض لام المخرجين على عدم حسن توزيع الادوار والبعض الآخر حمّل النص وضعف حبكته الدرامية الجزء الأعظم، أما البعض الآخر فقال إن السيناريو غير واقعي، اما الدعم المادي فأولاه المستطلع آراؤهم اهمية اخرى، الا أنه ومن بين جميع تلك الآراء التي رصدت من هذه العينات من الجمهور، لابد من الاشارة الى ان هناك خللا ما، وأن على المعنيين بالفن ان يبذلوا جهدهم للوقوف على هذه الاضاءات لمتابعة الصعود بالمسيرة الفنية البحرينية إلى الأمام.

العدد 1877 - الجمعة 26 أكتوبر 2007م الموافق 14 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً