العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ

حضارة الاستهلاك والأنانية

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حينما نتعب من البحث والتحليل... ونحن نرى التصارع ما بين الشرق والغرب، وكيف أن الغلبة دائما تكون في صالح الغرب وفي إملاء شروطه للسيطرة التامة!

وفي انهيار الاقتصاد العالمي، والذي بات مترابطا إلى درجة الدخول إلى العظم في أدق تفاصيلنا...!

هم يعرفون ويتقدمون ويتسلطون ويسيطرون... ونحن نتراضى ونستسلم ونتبع لدرجة التهالك... وكل يوم!

لا مؤسسات إبداعية لخلق الجديد أو التجديد! لعالمنا!؟ الشرقي الـ... ولا ثقة بحضارة كانت!... على رغم كثرة العلماء والمثقفين! بل نحن منهارون تحت ظل حضارة الأنانية والاستهلاك وقد استسلمنا تماما وأرضينا أراضينا وثرواتنا وأسواقنا لنجدتهم وإنقاذهم من فشلهم الأخير!

نبحث عن الاستقرار... فلا نجده! وعن السعادة... ولكنها حلم غائب وأبدي! وخاصة حينما أملت الحضارة الحديثة بأن السعادة هي في زيادة التكديس في الامتلاك... سواء للأشياء أو الأمور! وغابت الروح عن الحقيقة!

أصبحنا نتحرك بأماكن معلبة! بسيارة لنستقر في علب أخرى ضخمة (من الموديلات) والتي من المفترض أنها لقضاء الحاجة من التسوق والرفاهية!

ولكنها هي الأماكن الصماء والمضاءة اصطناعيا ومن دون شبابيك أنها إذا غابت عنها الكهرباء... تنقلب فجأة إلى بيت من الأشباح في ظلمته - وقد نختنق لانعدام الهواء أولا ثم لشدة الحرارة ثانيا!

هي تلك الحضارة المستوردة والتي لا ترينا شمسا ولا ربيعا أو شتاء!

فالأماكن مكيفة... وأجسامنا مقولبة بدرجة حرارة واحدة!

حينما انعدمت الطبيعة من وجودنا... فلا شجر أو ساحات خضراء للتنزه... أو بحار للصيد أو المتعة!

أبعدوها عنا... وأصبحت حياتنا ما بين الحجر والشوارع المزدحمة... ورائحة الزيت والعادم أثناء السير!

وننسلخ كل يوم من جذورنا... حتى أبناؤنا أضحوا غرباء عنا! مسيرون بحضارة النقال والإنترنت، ولا وقت لديهم للكلام أو الجلوس مع الكبار... فهم لهم دورهم وقياسهم في التقدم وهو قدرتهم على ملء كل ثانية من الوقت لمصلحتهم الخاصة ورفاهيتهم... قتلتهم الأنانية المستوردة... ولم يعد لديهم الوقت للآخر... أنا وأنا ثم أنا هي مثاليتهم! ومثلهم! غير مدركين لما يفعلونه... فهم مغيبون ولا فائدة من أي كلام هم لا يعرفون كيف يقرأون حضارة الآباء... فقد غابت عنهم ولم تبق لديهم حضارة سوى غرب مسيطر وهي أقوى من أي كلام وانحلال يبرزونه ويوثقونه بالأفلام والفيديو كليب الخلاعي!

نحن بحاجة إلى العودة إلى شرقنا... إلى حضارتنا وحميتنا!

أن يستيقظ العقلاء والمثقفون... وأن يستعيضوا عن سلاح الكلام... سلاح أكبر أقوى وأعلى وأن تكون ثورة للمطالبة بالأشياء الضائعة... ثورة تعيد إلينا طبيعة بلادنا... ببساتينها وأشجارها... وبحارها وبيوتنا وأسواقها والتوقف عن اغتصابها وتغيير تضاريسها!

والذهاب إلى مدارس وجامعات أبنائنا وتنبيههم إلى الخطر القادم... والغول الذي يلتهمهم وبالتخلي عن الإسفاف في التقليد... والعودة إلى أحضان المجتمع... وطبيعة ومحبة الأهل!

وبأن نعرفهم كيف يختارون من أدوات التقدم وحضارة الغرب وثقافته وحجب كل إسقاطات الانحلال والتفتت لكياناتنا!

هو حلم هل سيكون

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً