أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر التي تأسست في برلين أنها قررت منح جائزة العام 2007 إلى المخرج السينمائي التونسي نوري بوزيد.
وقال بيان وزعته المؤسسة أنه تقرر منح هذه الجائزة إلى المخرج التونسى لمساهمته المتميزة بأعماله السينمائية فى التوعية وإرهاف الحساسية ضد الظلم وإثراء الفكر النقدى في المجتمعات العربية.
وبهذا تمنح المؤسسة جائزة ابن رشد للفكر الحر لأوّل مرّة إلى مخرج سينمائي عربي ذكر بيان المؤسسة أنّ أعماله الوثائقية والدرامية تجاوزت حدود المحظور الاجتماعي أو السياسي وسلطت ضوءا ناقدا على ظواهر أو ممارسات تشهدها المجتمعات العربية.
أضاف بيان مؤسسة ابن رشد للفكر الحر أنّ نوري بوزيد سوف يحضر إلى برلين لاستلام الجائزة بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين ثانى القادم في حفل خاص ينظم لهذه المناسبة في قاعة معهد جوته بالعاصمة الألمانية
الجدير بالذكر أن مؤسسة ابن رشد للفكر الحر تأسست فى برلين قبل سنوات لدعم حرية الرأي وممارسة الديمقراطية فى العالم العربي مهتدية بفكر الفيلسوف ابن رشد 1126- 1198م ودوره البارز فى الحوار بين الثقافات. وقدّمت المؤسسة في هذا الإطار جائزتها التقليدية السنوية إلى عدد من المبدعين العرب في مجالات الصحافة والإعلام وتحرر المرأة والفكر النقدي والسياسة والفلسفة والأدب السياسى والإصلاح الدينى وحقوق الإنسان.
يعتبر نورى بوزيد من أبرز المخرجين السينمائيين العرب وأكثرهم نجاحا. ولد فى عام 1945 فى مدينة صفاقس التونسية ونشأ فيها. التحق عام 1968 بالمعهد العالى للتمثيل والإخراج السينمائى فى بروكسل حيث تخرج منه عام 1972. وكان فيلمه«المبارزة» مشروع تخرجه، وفيه عالج ظاهرة الاغتراب ومشكلات المهاجرين التي عايشها عن كثب في بلجيكا:
أول أفلامه«ريح السد» العام 1986 وهو فيلم روائي عرض فى مهرجان»كان» للسينما وحازعدّة جوائز في مهرجانات دولية أخرى. وفي العام 1989 تلاه فيلمه الثاني»صفائح ذهب».
وفي العام 1990 شارك نوري بوزيد مع عدد من المخرجين في مشروع الفيلم المشترك«حرب الخليج وبعد» والشريط القصير«وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح» عبّر فيه عن موقفه السياسى من حرب الخليج التي قادتها الولايات المتحدة على رأس ائتلاف دولي ضد العراق.
ثم واصل مشواره النقدى الجريء العام 1992 بفليم«بيزناس» الذي كان مشروعا سينمائيا متميزا عالج فيه ظاهرة السياحة الأوروبية بحثا عن الجنس على شواطئ البلدان النامية وما يرافقها من صدام مع التقاليد والعادات الاجتماعية السائدة فى تلك المجتمعات. ويذكر أنّ الفيلم حاز عددا من الجوائز في الخارج. هنا يكمن أهم مبدأ لنقد بوزيد وهو أن الإنسان الفرد والقيم الاجتماعية لا تقاس إلاّ بمعايير مادية.
لذلك يهم بوزيد أنّ يصوّر معاناة أفراد يعيشون في حالة انفصام ويرون أنفسهم ممزقين بين ضوابط المجتمع التقليدي التي تبدو وكأنها ثابتة وقوية وبين الحريات الغربية.
أما فيلمه«آخر فيلم» الذي حاز جائزة مهرجان قرطاج العام 2006 جائزة«هوغار» الذهبية الجزائرية هذا العام فيعالج قضية الإرهاب وأسباب استعداد الشباب لقتل أنفسهم في عمليات استشهادية.
فالشباب اليوم يحس بالغربة والضياع على الصعيد الفكرى وباليأس على الصعيد المادي. هذا الضياع بين مقيدات نظام مجتمع متصلب وسياسة غربية منحازة ومتعالية فى المنطقة، يستغلّه دعاة التطرف. ويشير بوزيد فى مقابلة صحافية إلى مسئولية الجميع في المجتمع عن تطرف الشباب: الشرطة وانعدام الحرية والبنية العائلية وفشل النظام التربوي، ويخلص: كلّنا جهزنا ذلك الشاب ثم اقتطفه المتطرّفون الإسلاميون.
العدد 1875 - الأربعاء 24 أكتوبر 2007م الموافق 12 شوال 1428هـ