العدد 1875 - الأربعاء 24 أكتوبر 2007م الموافق 12 شوال 1428هـ

في «خفايا»... آلام المرأة البرجوازية

اجتهاد المرء في عمله ومثابرته على تطويره وإيصاله من مستوى إلى مستوى أفضل من سابقه يحثنا للنظر والتفكر في كم الأشخاص الذين حاولوا مقارنة بالكم القليل الذين تمكنوا فعلا من الارتقاء بما لديهم عما كان عليه والوصول به إلى حد قد تفوقوا فيه على أنفسهم.

رواد معرض الفنانة البحرينية فائقة الحسن، الذي أقيم في (البارح للفنون التشكيلية)، كانوا جميعا متيقنين، أن فائقة تقدم لهم من خلال هذا المعرض أنموذجا متطورا، وقفزة في نوعية الأعمال المقدمة؛ وخلافا للمعهود، فالسر لم يكن في خلطات لونية أو تقنيات أحدث، وإنما عودة الفنانة إلى الأسلوب الذي تحبه وتفضله، وهو ما جعلها تأسر الحاضرين إعجابا بخفايا معرضها «خفايا».

في الغرفة الجانبية بالمعرض، ووسط زحمة الأصدقاء والمهنئين، فتحت فائقة سرا من أسرارها، إذ تعتقد فائقة أن سر هذا الانجذاب لأعمالها يكمن في عودتها لاستخدام اللونين الأبيض والأسود، موضحة بالقول «رسمت بالفحم طوال فترة من الزمن، ثم توقفت، وأدخلت الألوان لأعمالي، وأنا أعود اليوم من خلال معرض خفايا لتقديم الأعمال بالأسلوب اللوني، الأبيض والأسود».

«عمل الفنان يستمر بشكل يومي، وقد لا يكون ذلك بقصد البيع، ولكنه يسعى للتعبير عن أحاسيسه وما بداخله، ثم يقرر ما سيفعله باللوحة آن ذاك. أنا من خلال تجربتي المتواصلة، وجدت أنني أحب الفحم، وبيني وبين هذه المادة نوع من التفاهم».

معرضها كان مجموعة من النساء، ضمتهن لوحاتها، وهي كحال الكثير من الفنانين الذين يجدون في المرأة سر الجمال والأنوثة، إذ المرأة في نظرها «رمز تحفز المشاهد وتثير فضوله وشجنه، حتى في مجتمعاتنا الشرقية هناك ارتباط بالأم والأخت والصديقة، وذلك لأن للمرأة سحر الإثارة والجمال».

فائقة تجد أن رسمها لامرأة تميل لأن تكون برجوازية بشكلها وحلتها الإجمالية قد يكون انعكاسا لطبقتها، ولكنها في النهاية لم تخرج عن إطار تجسيد معاناة المرأة، إذ تقول «المرأة بطبقاتها لديها معاناة ومشكلات، بل بالعكس، فالمرأة الفقيرة قد تكون أسعد، إلا أنني لا أفضل أن أرسم المرأة إلا في أحسن أشكالها، لأنني لا أرى أن من الواجب أن تكون المرأة معذبة ومحطمة».

كان الحذاء بارزا في معظم اللوحات، بلونه الخاطف الذي مثل ضربات لونية مميزة في اللوحات، كان له الأثر الخاص، الحسن تعلق على ذلك قائلة «أنا أستخدم الحذاء لرمز ما، عوضا عن أن من مقومات الجمال لدى المرأة هو اعتنائها بحذائها».

وجدت الانطباعية مزاوجة لها في أعمال فائقة مع نمط من النقوش التي حددت وأثرت في الكثير من تقاسيم اللوحات، إذ تعلل ذلك بأن للشرق الأثر الأكبر عليها من خلال زياراتها لعدد من البلدان قائلة «زرت تركيا، اليونان، وحتى إسبانيا، وفي جميع تلك الدول كنت أجد مثل هذه الزخرفات، والعملية ليست اقتباسا بقدر ما هي تأثر العقل الباطن بها ومن ثم تأتي على هيئة أعمال على لوحات فنية».

العدد 1875 - الأربعاء 24 أكتوبر 2007م الموافق 12 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً