أنهى الإسباني فيرناندو ألونسو بطل العالم السابق في سباقات سيارات فورمولا -1 هذا الموسم بدون أي مكاسب، ومع ذلك لم يعبأ مواطنوه الاسبان بهذا الامر فقد كانت سعادتهم بإخفاق فريق ألونسو مكلارين مرسيدس وهزيمة زميل ألونسو بالفريق البريطاني لويس هاميلتون بسباق الجائزة الكبرى الأخير بالموسم أكبر بكثير من حزنهم على فشل ألونسو في الاحتفاظ بلقبه كبطل للعالم.
وبعد إعلان الفنلندي كيمي رايكونين سائق فريق فيراري الايطالي بطلا لهذا الموسم مساء (الأحد) خرجت الصحف الإسبانية أمس تحتفل بإخفاق مكلارين وهاميلتون حيث كتبت صحيفة «إل موندو» اليومية تقول «كم هو غبي دينيس» في إشارة إلى رون دينيس رئيس فريق مكلارين مرسيدس.
بينما علقت صحيفة «ماركا» على دينيس أيضا قائلة «بسبب غروره غير المحدود لن يعترف دينيس أبدا بالإخفاق، ولكن قلعته الرملية اختفت في نفس الوقت الذي اختفى فيه ضبط النفس والاطمئنان الشديد الذي أظهره ولي عهده هاميلتون حتى سباق الجائزة الكبرى الياباني».
وكان إخفاق فريق مكلارين مرسيدس في سباق الجائزة الكبرى الختامي للموسم بالبرازيل (الأحد)الماضي مكتملا حقا. فقبل انطلاق السباق البرازيلي كان هاميلتون متصدرا للترتيب العام للسائقين بموسم 2007 بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه ألونسو وبفارق سبع نقاط عن رايكونين.
ولكن هاميلتون ارتكب أخطاء جسيمة كما واجه مشكلة في صندوق التروس بسيارته أثناء السباق مما أهدى لقب البطولة لرايكونين على طبق من فضة.
وتحققت أسوأ كوابيس دينيس. واحتفل مواطنو ألونسو بهذا الأمر كنصر كبير لبلادهم.
فقد احتشد المئات من محبي ألونسو الاسبان يوم (الأحد) في ميدان «بلازا دي أمريكا» بمدينة أوفييدو مسقط رأس ألونسو الحائز على لقب بطولة العالم مرتين للاحتفال بهزيمة هاميلتون ودينيس الذي ظلت المشكلات قائمة بينه وبين ألونسو طوال الموسم.
وقال مقدم الأخبار في قناة «تليسينكو» التليفزيونية «عزاؤنا هو أن هاميلتون لم يفز».
وأكدت «تليسينكو» التي تمتلك حقوق بث سباقات فورمولا -1 تليفزيونيا في أسبانيا أمس أن سباق الجائزة الكبرى البرازيلي حظي بمشاهدة 57 في المئة من جمهور التليفزيون؛ أي ما يعادل ثمانية ملايين و438 ألف شخص.
وأدت الأزمة القائمة بين أعضاء فريق مكلارين مرسيدس إلى إشعال حرب شعواء بين الصحافة الإسبانية ووسائل الإعلام البريطانية والتي من الواضح أنّ كلا منها اتخذت جانب السائق القادم من بلادها.
وكانت الصحف الانجليزية قد وصفت ألونسو بـ»الخائن» بعدما قدم للاتحاد الدولي لسباقات السيارات رسائل إلكترونية ورطت فريقه في قضية التجسس الشهيرة على فريق فيراري مما أدى لاحقا إلى تغريم مكلارين مئة مليون يورو إلى جانب تجريده من جميع النقاط التي جمعها على مستوى الفرق بموسم 2007.
وبالأمس كانت جميع الصحف الاسبانية مشغولة بالاحتفال بهزيمة مكلارين وهاميلتون حتى أنها لم تجد الوقت للبكاء على هزيمة ألونسو نفسه.
وكان ألونسو قد أكّد أنه سيكون عليه أن يفعل «المستحيل» من أجل الاحتفاظ بلقبه من خلال السباق البرازيلي الذي أجري على مضمار إنترلاجوس. ولكن ألونسو لم يفعل المستحيل كما قال وإنما فعله رايكونين الذي كانت مهمته أكثر صعوبة من مهمة ألونسو، ما دفع صحيفة «إل بايس» لتكتب «إنّ فيراري فريق حقيقي».
العدد 1874 - الثلثاء 23 أكتوبر 2007م الموافق 11 شوال 1428هـ