يحمل موقع قلعة البحرين في طيات ذاكرتي، الكثير مما يدغدغ حنيني إلى هذا المكان الذي طالما كان وجهتي المفضلة، منذ أن كنت في التاسعة من عمري في إجازة آخر الأسبوع.
كانت خالتي العزيزة أنيسة تحرص على اصطحابي مع إخوتي وأبناء خالي لاستكشاف المجهول على أنقاض قلعة كان يسميها أهل البحرين قديما بـ«قلعة البرتغال» التي كانت مثل كومة تراب على شكل تلة مرتفعة، مترامية الأطراف، من أجل أن نلعب لعبة القراصنة ومحاربي الفايكنج.
روت لنا خالتي تاريخا رائعا لهذا الموقع الذي ظل عالقا في ذهني حتى اليوم، وحتى الوقت الذي التقيت فيه بمونيك كرفران في أواخر العام 2002 مفردة لي خرائط أهم موقع تاريخي وأثري عرفته البحرين، منتقدة آنذاك ما وصل إليه الموقع من حال لا يرضيها ولا يرضي باقي علماء الآثار الفرنسيين.
إن مبدأ حماية هذا الموقع لم يأت من فراغ بقدر أنه عشق أبدي لآثار البحرين القديمة التي مع جهود كرفران وخبير الآثار الفرنسي بيير لومبارد، كان لهما الفضل بمعية جهود الشيخة مي آل خليفة و حملة «الوسط» في الحفاظ على قلعة البحرين وتسجيلها ضمن التراث العالمي الإنساني... وهو ما يعد اليوم مكسبا يحتسب للبحرين على خريطة السياحة الأثرية والثقافية.
لهذا فإن مناسبة مرور ثلاثين عاما من الحفريات الأثرية الفرنسية في البحرين، مناسبة مثالية لتقدير جهود البعثة الفرنسية وتكريمها بأوسمة حكومية رسمية بحسب ما صرحت به الشيخة مي أمس الأول في مؤتمر صحافي بالسفارة الفرنسية، وهو أقل شيء تقدمه البحرين لأفراد بعثة وهبت حياتها وعلمها ووقتها من أجل دراسة وتوثيق وتعريف العالم بمراحل منسية من صفحات تاريخ البحرين.
وقد يكون في المقابل المعرض الذي سيجسد مساهماتهم بالصور والوثائق للمرة الاولى في بيت جمشير بالمحرق في الثلاثين من الشهر الجاري وصولا إلى تسجيل الموقع في اليونسكو... فرصة سانحة لأن يتعرف الجمهور على هذه الجهود التي أوقعت البعثة في حب خالد لآثار حضاراتنا.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1873 - الإثنين 22 أكتوبر 2007م الموافق 10 شوال 1428هـ