فشل البطولة التنشيطية لكرة القدم المستحدثة هذا الموسم في وقت اضطراري نتيجة مباراتي المنتخب الوطني أمام ماليزيا ذهابا وإيابا، فمَن المسئول عن هذا الفشل الذريع؟

سؤال مهم يجب الوقوف عنده وتحليل ما جرى حتى لا يتكرر الأمر مستقبلا، وان كانت البطولة ليست فيها الاعتبارات التنافسية بقدر ما هي إعدادية، ولكنها في المجال نفسه تعد من مسابقات الاتحاد.

هذه البطولة أساسا لم تكن في أجندة الاتحاد بتاتا لا من قريب ولا من بعيد، وبحسب متابعاتنا مع الاتحاد الكروي المتمثل في لجنة المسابقات برئاسة الأخ العزيز عبدالعزيز قمبر الذي أكد لـ «الوسط الرياضي» من قبل أن الاتحاد لا يرغب في إقامة هذه البطولة، ولكن الأندية هي من طلبت من الاتحاد إقامتها.

نحن أيضا قبل التأكيد على إقامتها عملنا تحقيقا مع بعض الأندية المحلية وسألناها عن رأيها في البطولة وطريقة النظام التي سيتبع فيها، فصار المسئولون في الأندية يرفضون نظام خروج المغلوب وطالبوا باللعب من دوري واحد في كل مجموعة مع السماح للمحترف الأجنبي باللعب من دون أن يسجل ضمن القائمة الأساسية لكل ناد.

ولكن للاتحاد أيضا رأي آخر في هذا المجال، إذ رفض الفكرة على أساس أن الاتحاد ينتمي إلى الاتحاد الدولي «الفيفا»، وبالتالي هو معني بالمحترفين وخصوصا عند حدوث المشكلات ويتم رفع هذه الأمور للاتحاد الدولي «الفيفا» وإذا كان هؤلاء اللاعبون غير مسجلين ولا معهم البطاقات الدولية فهنا يقع اللوم على اتحاد الكرة وقد يقع فريسة العقوبة من «الفيفا» وحفاظا على نفسه رفض الاتحاد هذه الفكرة. هذه الأمور كانت واضحة قبل تأكيد البطولة والتي جاءت بعد اجتماع الأندية مع اتحاد الكرة وأجريت فيه القرعة للمجموعات والمباريات.

إلى هنا كل الأندية موافقة على المشاركة، ولكن قبل بدء البطولة بيوم واحد فقط وإذا بثلاثة أندية تعتذر عن عدم المشاركة بأسباب مختلفة أربكت برنامج الاتحاد الذي كان مجبورا على إقامة هذه البطولة نتيجة الإلحاح والإصرار من قبل الأندية على أساس تأجيل الدوري إلى بداية نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب مباراتي المنتخب الوطني الأول أمام ماليزيا في المنامة وكوالالمبور.

ونحن أيضا في «الوسط الرياضي» تابعنا ردود الفعل للأندية المنسحبة ونشرنا آراءهم بشأن الاعتذار، وفي المقابل نشرنا رأي الاتحاد الكروي بهذا الخصوص.

ولكن بعد أيام قليلة من بدء البطولة يفاجئنا سترة وقبل لقائه أمام المحرق بساعات قليلة باعتذاره وانسحابه من البطولة لأسباب فنية ونفسية وبدنية لتبقى في المجموعة الرابعة 3 فرق فقط وتعاد جدولة المباريات من جديد واستأنفت المباريات بحسب الجدول المعد لها من جديد.

ولكن، وبينما نحن ننتظر ذلك اللقاء الساخن المرتقب الذي يجمع قطبي الكرة في البحرين الأهلي والمحرق، إذا بالخبر يأتي من المحافظة المحرقاوية من صوب النادي العتيد المحرق بانسحابه من البطولة لعدم تأجيل مباراته أمام الأهلي بسبب توقفه عن التدريب في أيام العيد الأربعة والحداد الذي أعلنه النادي على وفاة الرئيس الفخري للاتحاد الكروي الشيخ سلمان بن محمد بن سلمان آل خليفة لثلاثة أيام لم يعط الفريق التدريب الكافي لهذه المباراة بظروف التوقف الاضطراري، ما حدا بالمحرق إلى رفع رسالة رسمية يطلب فيها الاتحاد تأجيل مباراة الأهلي والسوبر أمام النجمة، وذلك لظروف غياب 14 لاعبا تقريبا مع المنتخبات الوطنية في مشاركاتهم الخارجية وعدم إعطائهم الفترة الكافية للراحة والعودة إلى التدريب من جديد لا أن تلعب المباراة بعد يوم واحد فقط من استئناف النشاط بالنسبة للتنشيطية ويوم واحد بعد عودة المنتخب الوطني من ماليزيا في مباراة السوبر.

هذه سيناريوهات مثيرة حدثت أثناء البطولة التنشيطية الكروية، وعلى اتحاد الكرة تقييم الأمر لتلافي الأخطاء مستقبلا. قد لا نحمل اتحاد الكرة المسئولية في إقامة البطولة؛ لأنها جاءت بإلحاح من الأندية وسط ظروف صعبة من شح الملاعب وعدم تهيؤ الاتحاد لهذه البطولة فانعكست بالسلب على تنظيمها.

لعل المتضرر الأكبر في هذه البطولة هو المحرق نتيجة مشاركة عدد كبير من لاعبيه مع المنتخبات الوطنية (الأول والأولمبي والشباب) أضف إلى ذلك منع لاعبي فئة الشباب من اللعب مع الفريق الأول بسبب الامتحانات ما جعل الأحمر يقع في الحرج. فكان على الاتحاد الكروي المرونة في تأجيل مباراة الأهلي والسوبر لإعطائه الفرصة في إعداد لاعبيه الغائبين مع المنتخبات الوطنية عند عودتهم إلى الفريق على حساب مبدأ تكافؤ الفرص، إذ إن الفريقين المقابلين له سواء الأهلي أو النجمة غير متضررين بالصورة التي عليها المحرق.

ومن هذا المنطلق، كان على اتحاد الكرة التعاون مع الأحمر لاستمراريته في البطولة التنشيطية لإعطائها زخما جماهيريا وسخونة كنا ننتظرها جميعا، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!

فمن خلال سرد القصة كاملة يتضح لنا أن الأندية تتحمل الجزء الأكبر في فشل البطولة التنشيطية لعدم الجدية فيها والاعتذار المفاجئ في كل جولة، بينما يتحمل الاتحاد الجزء الأقل في عدم إظهار جديته لتنظيم البطولة من خلال تعيين 3 حكام لقيادة المباراة من دون حكم رابع. وفي معظم المباريات لم تكن هناك سيارات للإسعاف وذلك للضرورة أو رجال الأمن، ما يجعل المباريات في فوضى وعشوائية مع عدم وجود منظمين في الملاعب من قبل اتحاد الكرة، فانعكس الوضع على التنظيم الذي ساهم بشكل مباشر على فشل البطولة.

عموما نأمل أن تكون هذه البطولة درسا استفدنا منه للمستقبل سواء كان للأندية أو اتحاد الكرة، وعلينا الآن التوجه لإنجاح الموسم الجديد ببدء الدوري في نوفمبر.