أكد رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين أن متحف قلعة البحرين الأثري يعد الأول في سلسلة مواقع يفترض أن يتم تأسيسها ضمن مشروع «الاستثمار في الثقافة» الذي كانت الوزيرة الحالية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مسئولة عنه حين كانت وكيلة لقطاع الثقافة والتراث. وأفاد أمين أن قطاع الثقافة والتراث الوطني قام برفع خطة طموحة لتأسيس المتحف الذي يعد أول موقع ينتج عن جهد مشترك بين قطاع الثقافة والقطاع الخاص المصرفي والمالي.
وأضاف «بعد هذا المتحف ثمة مشاريع كثيرة تنتظر الوزيرة من خلال الاستثمار في الثقافة نأمل أن يتم تحقيقها كما وعدتنا في السابق، وهي متحف مسجد الخميس ومتحف مستوطنة سار البحرين ومتحف تلال عالي ومتحف قلعة عراد ومتحف الطفل ومتحف الفن الحديث ومسرح البحرين الوطني وبيت اللؤلؤ (بيت سيادي)»
جاءت تصريحات أمين تلك لـ «الوسط» خلال زيارة نظمتها جمعيته لمتحف قلعة البحرين الأثري، جاءت بهدف نشر الوعي بتاريخ وآثار البحرين وتشجيع دراسة هذه الآثار واستثمارها والحفاظ عليها.
خلال الزيارة استمع أعضاء الجمعية ومجموعة من الزوار والمهتمين بتاريخ وآثار البحرين لعرض مفصل لأقسام المتحف وأهم مقتنياته من قبل المشرف العام على متحف القلعة عبدالعزيز علي صويلح.
صويلح أشار إلى أن أقسام المتحف قد صممت بحيث تغطي أهم المراحل التاريخية التي مر بها موقع قلعة البحرين إذ يجسد المتحف التسلسل الحضاري لمملكة البحرين انطلاقا من دلمون الأولى التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وصولا إلى الفترة البرتغالية، ويؤرخ الموقع من خلال مقتنياته لست مدن تعاقبت على الموقع وتتسلسل عروض المتحف بحسب التسلسل التاريخي للموقع.
وقد تعاقبت على الموقع سبع مدن منذ دلمون الأولى ثم المدينة الثانية والثالثة والرابعة ثم فترة تايلوس (المدينة الخامسة) ثم الفترة الإسلامية (المدينة السادسة) ثم المدينة السابعة في الفترة البرتغالية.
وفي رده على سؤال لـ «الوسط» عن أهم مكتشفات كل فترة من الفترات السابقة، أشار صويلح إلى أن أهم آثار الفترة الدلمونية هي الكتابات المسمارية والأختام الدلمونية ومصنع ورشة صهر النحاس، أما فترة تايلوس فمن أهم مكتشفاتها العملات اليونانية وكذلك التماثيل الحجرية.
مكتشفات الفترة الإسلامية الموجودة في المتحف هي الأواني الفخارية التي كانت تستورد في تلك الحقبة من مختلف مناطق العالم القديم من الصين والهند وفارس؛ مما يدل على أن البحرين كانت مركزا لتجمّع هذه السلع وإعادة تصديرها والمتاجرة بها في مناطق أخرى، أما الفترة البرتغالية فمن أهم مقتنياتها القذائف المدفعية والنارية والحلي والأدوات الموسيقية.
وأكد صويلح على أن المتحف يعد مدرسة لمن يريد أن يتعرف ميدانيّا على حضارة البحرين بشكل مفصل من دلمون إلى ما بعدها، وأشار إلى أن المتحف ومقتنياته يتجاوز الكثير من الأطروحات السابقة ويجيب عن الكثير من الأطروحات والإشكاليات التي تدور حول البحرين وأوال الجزيرة التي لعبت دورا مؤثرا فيما عرف بالبحرين الأم الساحل الشرقي.
وفي ختام حديثه أفاد صويلح أن الزيارة تؤكد اهتمام الجمعية بالمتحف وتعزز سعي المملكة للمحافظة على آثارها بجهود وزيرة الثقافة والإعلام وحرصها في الحفاظ على الموروث الحضاري لمملكة البحرين وضمان استمرارية الجهود التي جعلت اليونسكو تعتبره أحد معالم التراث الإنساني الخاضع لإشرافها ويكون بذلك أول موقع أثري بحريني يتم تسجيله في المنظمة.
يذكر أن متحف قلعة البحرين يعتبر موقعا مهما ومكملا لموقع قلعة البحرين الأثري والذي تم تسجيله في قائمة التراث الإنساني بواسطة منظمة اليونسكو بجهود حثيثة من وزيرة الثقافة والإعلام وبالتعاون مع بنك أركابتا كداعم وممول، وقد افتتح الموقع في احتفال رسمي حضره مندوبون عن المتاحف العالمية ومنظمة اليونسكو
العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ