أعلنت شركة نوكيا الفنلندية، أكبر منتج للهواتف المحمولة في العالم أمس زيادة حصتها من السوق العالمية في الوقت الذي زادت فيه مبيعاتها وصافي أرباحها خلال الربع الثالث من العام الجاري. وذكرت الشركة أن صافي أرباحها خلال الربع الثالث من العام الجاري بلغ 1,56 مليار يورو وهو تقريبا ضعف أرباحها خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ إجمالي حجم أعمال نوكيا خلال الربع الثالث من العام الحالي 12,8 مليار يورو بزيادة نسبتها 28 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأشارت «نوكيا» إلى أن حصتها من سوق الهواتف المحمولة في العالم بلغت خلال الربع الثالث من العام الجاري 39 في المئة مقابل 36 في المئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي ومقابل 38 في المئة خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وزاد حجم مبيعات «نوكيا» بنسبة 29 في المئة إلى 111,7 مليون هاتف فى الربع الثالث على أساس المقارنة السنوية مع الفترة نفسها من العام الماضي. وقال الرئيس التنفيذي للشركة أولي بيكا كالاسوفو في بيان له إن نوكيا دعمت مكانتها الرائدة في صناعة اجهزة الهواتف المحمولة.. وكسبت حصة سوقية وزادت أرباح تشغيلها.
بالطبع لا تسير نجاحات «نوكيا» في خط مستقيم، فقد شهد نصيب الشركة في سوق الهواتف المحمولة العالمي تراجعا حادا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2004. وأظهر بحث للسوق أجرته مجموعة غارتنر حينها أن حصة «نوكيا» في السوق انخفضت إلى 28,9 في المئة مقارنة مع 34,6 في المئة في الفترة نفسها من العام 2003. وقال المحلل في مجموعة غارتنر، بن وود «المشكلة الكبرى كانت في غرب أوروبا إذ فقدت نوكيا عشرة في المئة من حصتها في السوق».
على نطاق العالم يشكل سوق الهواتف المحمولة إغراء لكبريات شركات الهواتف النقالة، إذ تم بيع قرابة 812 مليون جهاز جوال حول العالم وذلك خلال العام 2005، وللمقارنة فقد تم بيع قرابة 219 مليون جهاز حاسب آلي في العام نفسه، كما تتوقع مراكز البحوث حول التقنية المعلوماتية بأن تصل المبيعات للهواتف المحمولة خلال العام 2008 إلى مليار جهاز جوال، وهذا الرقم يشكل احد أهم الأهداف الأساسية لدخول الشركات في هذا المجال.
هذا الإنتشار الذي تحققه تقنية شبكات الهواتف المحمولة يأتي بعد دخولها عامها الواحد والعشرين، ففي السابع من سبتمبر/ أيلول العام 1987 اتفقت 15 من الشركات العاملة في حقل الهواتف المتحركة على بناء أول شبكة تعتمد على نظام المحمول الدولي والمعروف دوليا باسم GSM .
ويقول روبرت كونواي وهو رئيس رابطة GSM إن اللحظة التي شهدت توقيع هذا الاتفاق العام 1987 تعتبر لحظة مولد سوق الهواتف المحمولة المتنامي في العالم.
وعلى رغم أن العمل بهذا النظام بدأ قبل هذا التاريخ، غير أن الاتفاق هو ما مهد الطريق لبدء عمل الشركات المختصة في تصميم وإقامة شبكات تعتمد نظام جي إس إم. ويضيف كونواي إنه لم يخطر ببال أحد قبل العام 1987 أن أسواق الهواتف المحمولة ستحمل مثل هذه القدرات فائقة الاتساع. واليوم وبعد مرور 20 عاما على ظهور شبكات المحمول تضاعفت أعداد المستخدمين لهذه الاجهزة ليتعدى أكثر من ثلث العالم فقد أظهر تقرير صادر عن الإتحاد الدولي للاتصالات ان 2,6 مليار شخص في العالم يستخدمون الهاتف المحمول و1,13 مليار يستعملون شبكة الانترنت
وتشير بيانات صدرت في بريطانيا في أواخر العام 2006 إلى إن عدد اشتراكات مستخدمي الهواتف النقالة تزيد عن عدد سكان المملكة المتحدة، وأن كل 100 شخص ممن يقيمون في بريطانيا يمتلكون أكثر من 116 خطا هاتفيا محمولا. هذا من حيث الإستهلاك والتوزيع، أما على مستوى التصنيع وحسب الإحصاءات فإن أكثر من 40 في المئة من مراحل تصنيع الهاتف المحمول من طراز «رازار» الذي تصنعه شركة «موتورلا» تتم في معاملها الهندية. وبالمثل فإن شركة نوكيا التي تستحوذ على نصف أسهم سوق الهواتف المحمولة في الهند، تستعد لبناء مصنع لها على الأراضي الهندية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1871 - السبت 20 أكتوبر 2007م الموافق 08 شوال 1428هـ