العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ

المسلَّم و «الحاسة السادسة»

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

نجحت مسرحية الرعب الفكاهية «الحاسة السادسة» التي عرضت أخيرا على مسرح فندق كراون بلازا في البحرين في شد انتباه وإعجاب الجمهور، إذ شهد شباك مبيعات تذاكر المسرحية إقبالا جماهيريا كبيرا.

المسرحية من فكرة الفنان عبدالعزيز المسلّم وبطولته وإخراج علي العلي وكتب كلمات أغانيها الشيخ دعيج الخليفة الصباح ويشارك في البطولة مرام وأحمد إيراج والمذيع مشعل الشايع وأحمد العماني والفنانتان بدور والعنود.

بعد البحرين ستنطلق المسرحية إلى أميركا وتحديدا في هوليوود، إذ ستبدأ عروضها في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ويتوقع أن يكون هناك حضور أميركي للمسرحية بالإضافة إلى الجالية العربية هناك واختار المسلم هوليوود لكونها تعد العاصمة الفنية في أميركا وهو بذلك يكون أول فنان خليجي يقدّم أعمالا مسرحية هناك.

وللمسلّم الحق في أن يكون فخورا بها فهي فعلا عملا مميزا، ولعلّ ما يميز «الحاسة السادسة» هو عملية التوازن التي قدّمها المخرج علي العلي سواء في النص أو الإخراج فهي تجمع بين الكوميديا والرعب والاستعراض في ظل وجود الفنانة مرام بطلة للعرض أيضا وهو ما يجعل الجمهور لا يشعر بالملل طوال مشاهدته للعرض نظرا إلى الحوادث السريعة المتواصلة.

أمّا الأهم في العرض فهو يتبنى الكثير من القيم الاجتماعية ويدافع عنها بكل قوة ولاسيما التواصل بين جميع أفراد الأسرة والعمل على نشر الألفة والمحبّة بين جميع شرائح المجتمع ولكن في قالب كوميدي مرح بعيدا عن الإسفاف وحاول المسلم أن يقلل من مشاهد الرعب لإبراز جوانب أخرى في هذا العرض، ولكنه لم يستطع، ولاسيما أن مسرح الرعب يعد القاعدة الحقيقية التي ينطلق منها، إذ أجاد بشكل كبير وحظي بقبول أكبر، وأصبح هذا اللون المسرحي يحظى بجماهيرية أكبر في كلّ عرض ليس بسبب الخدع والتقنيات وأساليب الرعب التي يطورها، ولكن بسبب تقديمه مسرحا حقيقيا خاليا من التهريج أو السخرية مستخدما في ذلك أدواته المهنية أحد الدارسين لعلوم المسرح، فهو لا يستخدم الكوميديا على المسرح فحسب، بل يستخدم أيضا الدراما ويعطيها حقوقها كما هي الكوميديا ناهيك عن طريقة الإنفاق التي يتبعها على المسرح، وهو ما يجعل المشاهد يشعر باحترامه لنفسه وسعادته عندما يجلس في مكان نظيف ومنظم ومريح ويشاهد عرضا مسرحيا متكاملا.

هذا، وتعد مسرحية «الحاسة السادسة» من المسرح الواقعي إذ يبرز ذلك منذ المشهد الأوّل حين ترتفع الستارة عن حوادثها التي تدور في منزل لا يدخله الناس يجري فيه تصوير فيديو كليب لمطربة، ولكن فريق العمل يفاجأ بسماع أصوات في الليل، وهو ما يسبب لهم نوعا من الخوف والرعب، ولاسيما بعد إغلاق الباب عليهم، ولكنهم يكتشفون أن هناك مأساة إنسانية حقيقية موجودة داخل هذا البيت لشاب جرى تشويهه في عمر الطفولة على يد زوجة أبيه ورفض الخروج إلى الناس خوفا من ردة فعلهم، غير أن هذا الشاب يظل يصرخ في الظلام من أجل أن ينتبه الناس له فهل سيتم إنقاذه؟

يذكر أنّ المسرحية تحمل الكثير من الإسقاطات على ما يحدث من حولنا في أنحاء الوطن العربي من دمار وخراب وحروب.

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً