هل ستطرح الكتلة الوفاقية البرلمانية ملف استجواب وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة مرة أخرى في دور الانعقاد الثاني للمجلس الوطني الذي افتتحه جلالة الملك الأسبوع الماضي؟ وبأية كيفية؟
لعله من أبرز الأسئلة التي تنتظر الإجابة عليها في ظل المعطيات السياسية الجديدة، ليس فقط بسبب سقوط الاستجواب الذي قدم في دور الانعقاد الأول، والذي لا تزال أوراقه في أجندة هيئة مكتب مجلس النواب على رغم مما تردد من سحبها إياه والذي نفته الهيئة بنفسها في وقت لاحق، وليس أيضا بسبب حساسية الشارع الوفاقي تجاه هذا الملف بالذات، وهي الحساسية التي يقول البعض إنها ستدفع الوفاقيين دفعا للإمساك بتلابيبه وعدم التخلي عنه مطلقا « إرضاء للشارع على الأقل». وإنما أيضا بسبب مواقف الكتل النيابية التي تجلس مع الوفاقيين على كراسي المجلس النيابي نفسها، لكنها تؤمن بوجوب غلق هذا الملف برمته، وتؤمن كذلك بأن فتحه مرة أخرى لن يعود على البحرين إلا بالشقاق والخلاف والتفرقة. وهي رغما عن «الوفاق» تستطيع أن تكرر سيناريو سقوط الاستجواب مرة أخرى بحكم «الغالبية».
ملف الاستجواب لا بد أن يفتح مرة أخرى، هذا ما أكدته الوفاق مرارا وتكرارا، تطمينا لجماهيرها، أو إيمانا منها بأولوية الملف، أو رغبة في تسجيل موقف للتاريخ. كلها أسباب معقولة تفسر ما يمكن أن تقوم به الكتلة الوفاقية في الدور المقبل، وهي التي اكتشفت - متأخرا ربما - مستوى التكبيل - الإداري والإجرائي- الذي يمكن أن يعيق من حركتها داخل المجلس النيابي، حتى لو شكل ممثلوها غالبية ضمن نواب المجلس.
لو فتح الملف مرة أخرى، وهو أمر غير مستبعد على الإطلاق، فما الذي يمكن أن يحصل فيه، في ظل إعلان صريح من قبل بعض الكتل الأخرى بوجوب غلق هذا الملف، وبأن الوزير بريء من كل ما نسب إليه، وبأن استجوابه يعني تفريقا للصف الواحد ولمبادئ الوطنية، وبأن الوفاق تسعى من خلال الملف لمناورة سياسية.
هناك احتمال كبير للغاية في أن ألا يمر ملف الاستجواب حتى لو طرحته الوفاق مرة أخرى، وربما يختلف السيناريو في كل مرة غير أن النهاية قد تكون واحدة. ولعل تحسين موضوع «التوقيت» الذي طرحت فيه الوفاق استجوابها في دور الانعقاد الأول والذي انتقدها عليه الكثيرون، قد يكون درسا يفيدها في تجربتها المقبلة بشكل أو بآخر، هذا في حال لم تتعمد الوفاق أصلا طرح هذا الملف في ذلك التوقيت بالذات.
أجهض الاستجواب مرة وهو ما عرفه الجميع، فهل نتوقع إجهاضات أخرى له أو لغيره في هذا الدور؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ