العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ

فرح الفتاة الكاملة ... وباقي الشعب نواقص!!

قراءة في تبريرات ورسائل مسلسل «لحظة ضعف» زينب العسكري

مرة أخرى تطل علينا الفنانة البحرينية الشاملة، الممثلة المطربة المُنتجة المؤلفة الكاتبة للسيناريو والحوار زينب العسكري في مسلسلٍ لم يختلف كثيرا عمّا سبقه من مسلسلات لنجد فيه النقص والعُقد وأمراض كثيرة من أهمها الجنس وفوبيا (الأنا) الإباحية والخيانات الزوجية والتبرير لها عبر شخوص محورية في المسلسل تدور جميع حوادثها حول شخصية البطلة المطلقة التي عادة ما تكون شريفة وبريئة وطيبة جدا، تتمركز جميع الحوادث فيها تحت شعار «كل الطُرق تؤدي إلى روما/ فرح)!

«لحظة ضعف» هو مسلسل يعكس حال البحرين والبحرينيين ويصوّرها، وخصوصا على أنهم عبيد لشهواتهم وما هم إلا عوائل مشتتة واهتماماتهم سطحية جدا جدا، تصل إلى أن «فريج كامل» ولأكثر من عشر حلقات يتكلم عن بنت الجيران الشريفة العفيفة وإللي الكل فاهمنها غلط!

فقد أخطأ الفنانون الكويتيون غانم الصالح وعبدالإمام عبدالله وأحمد السلمان والأردنية عبير عيسى والعراقية آلاء شاكر عندما وافقوا على المشاركة في المسلسل الذي كان وجودهم بهدف تسويق المسلسل على محطات التلفزيون وفضائياته لا أكثر ولا أقل والذي لم يضف إليهما شيئا غير أنهم خطوا خطوات طويلة إلى الخلف في مسيرتهم الفنية المعروفة الطويلة، وهو الخطأ نفسه الذي وقعت فيه الفنانة الكويتية مريم الصالح في المسلسل السابق «بلا رحمة».

حوادث المسلسل الثلاثون مطاطية وكأنك تتابع مسلسلا من خمسمئة حلقة أو أحد المسلسلات المدبلجة، إلى درجة أنه عندما تنقطع عن متابعته أسبوعا كاملا مثلا وترجع تواصل لا يتغير عليك شيء ولا تفقد حوادثَ مهمة، فقد كنا نتوقع هذه السلحفائية في الحوادث فقط في النصف الأول من المسلسل لنفاجأ أن المسلسل ينتهي بالحوادث نفسها من غير أي حبكات أو إسقاطات مهمة تغيّر مجرى الفكرة التي من شأنها أن تحاكي ذكاء المشاهدين وتوقعاتهم وتخميناتهم، والذين يتلهفون بشوق لحلقة جديدة في اليوم المقبل، وهو ما يُعبّر عنه بـ «تفاعل المشاهد مع وقائع المسلسل».

«فرح» هي المحور الرئيسي في المسلسل - كالعادة - وهذه عادة زينب العسكري الكاتبة... فـ «فرح» هي «فجر» بتفاصيل شخصيتها نفسها مع اختلاف المسلسلين، «بويوسف» مترشح المجلس النيابي لا همّ له إلا بـ «فرح طافت وفرح قالت»، وكأن المترشحين من السطحية إلى درجة أنهم لا همّ لهم سوى بالخيمة والندوة والمنافسة الغبية التي صوّرها المسلسل للمترشحين وطريقة تعاملهم مع الجيران الذين يتصرفون معه بطيب ساذج يصل إلى الغباء في فتراته الأخيرة!

حتى «الطرارات» «سهى» وأختها «مها» لتصل الحبكة الضعيفة وطريقة الربط السيئة بين الحوادث إلى أنهما حيثما تذهبان «تطران» فإنهما تجدان «فرح» بطيبتها لهم بالمرصاد وهما في أحاديثهما لا همّ لهما إلا بـ «فرح قالت وفرح سوّت»! ولن نتحدث عن تفاصيل حوادث هذا الثنائي الذي لا معنى له أصلا في المسلسل، والذي تريد كاتبته أن تقول إن «الطرارة» شيء مُجزٍ والدليل هو بيتهما «الكشخة» وملابسهما وجلابياتهما حتى عباءاتهما الجديدة الحرير التي تلمع!

لم تستطع الكاتبة أن توصل معنى قوة شخصية «فرح» إلى المُشاهد فاستعاضت عنها بالحوارات المباشَرة التي تدور عنها مرة عند «يوسف» (السكّير)، الشخصية التي لا تستطيع أن تتخلى عنها زينب العسكري في مسلسلاتها ولا أعلم بماذا يمثل لها السكّير في حياتها والذي صار يكرر ولأكثر من خمس حلقات أن «فرح» «شخصية قوية» وبالطريقة نفسها من الطرارات «أن (فرح) شخصية قوية» وهو الحوار نفسه يتكرر عندما يتحاور أبوها الطيب الساذج جدا مع أمها التي تدعوها إلى الدراسة والاجتهاد في محو الأمية وكأنها تدرس هندسة الطيران في جامعة كنغستون بلندن!

أنور أحمد «بوطارق» وزوجته آلاء شاكر، وهما مثال لقمة التفاهة في المسلسل، والذي لم يخلُ مشهد لزوجته من ابنهما وهو يلعب «البلاي ستيشن» والشيشة والمكالمات الغبية لـ «خمّاسوه»! وفي التفاصيل هي أيضا غبية لزوج لم نعرف ماذا يعمل إلى الحلقة الأخيرة والذي اكتشفنا أنه عم «فرح» في النصف الثاني من المسلسل وأخالها هي إحدى المفاجآت التي احتفظت الكاتبة بها لتربط وقائع النهاية بها، وطريقة تعامل زوجته معه وطريقتها في حب الفلوس بطريقة ساذجة لا واقع لها ومعروضة بشكل سطحي جدا جدا ولو رجعت الكاتبة إلى السيناريو المكتوب فستكتشف أن أكبر خطأ فني وقعت فيه هو أنها - «أم طارق» - كانت تعيد الحوار نفسه بالضبط وحركتها أمام الكاميرا مكررة بالضبط أيضا ولم تخرج عن بداية المشهد تتحاور مع ابنها وهو يلعب «البلاي ستيشن» ليتذمر ويتجه إلى غرفته مسرعا ولتتجه ممسكة بهاتفها المحمول وتتصل بـ «خمّاسوه» (رأفت الهجان) مكررة العبارات نفسها بالتعابير نفسها! ولن ننسى التأثيرات السلبية التي تأتي من طريقة تصوير الولد وعرضه وهو يولع سجائره بتفاصيلها وكأنها دورة سريعة لأبنائنا بكيفية التدخين!

«يوسف»... هو مربط الفرس في جزء من المسلسل وهو الشخصية التي كنا ننتظر أن ترتبط بفاعلية أكثر مع «فرح»، كما استشففناها من الحلقات الأولى، إلا أن الكاتبة لم توفق في مسايرة توقعات المشاهد وإعطائه المفاجآت الناجحة، فالعلاقة التي كانت بينهما في البداية توحي بحوادثَ ساخنة فيما بعد إلا أننا نُفاجأ بانقطاعها أو بترها وخروجها عن السكة الواقعية، وقد صوّرت الكاتبة هذا الـ «يوسف» بالشاب البحريني وكيف هو يمضي ويستمتع بوقته في الشقق المفروشة وممارسة الدعارة المعلنة، بتصوير مشاهدَ إيحائية كثيرة في غرف النوم وأخرى رومانسية جدا على ضوء الشموع.

لم تستطع الكاتبة - وربما هي متعمدة - أن تكتشف من خلال عملها (لحظة ضعف) أية طاقة فنية شابة فقد استعانت بالكثير من الوجوه الشابة المبتدئة جدا من وجهة نظري لقلة أجورهم لربما والتي كانت تؤدي أدوارها بشكل «خشبي» وما زوجة غانم الصالح شيماء جاسم (لمياء) إلا واحدة منهم، فقد كانوا يسمّعون سيناريو مكتوبا من غير أي شعور أو دخول في «مود» (طبيعة) الشخصية التي يؤدونها، ناهيك عن الموُسيقى الجنائزية التي لم تتغير البتة على طول الحلقات الثلاثين، وكأنك تتابع حوادث دفن موتى ومقابرَ جماعية!

ففي الحلقة الأخيرة حتى تنهي الكاتبة الحوادث بسرعة تراها تطويهم طي الكتب لتصل إلى النهاية السعيدة التي تنشدها للبطلة المطلقة، ولو لاحظنا المسافات التي كانت تركضها البطلة (فرح) في آخر حلقتين والتي يُخال لنا كأننا نرى ماراثون جري! وكمية البكاء التي كانت تُبكى وكمية الدموع المنهمرة من البطلة والتي تكفي لملء طشت من الحجم الكبير! وكل هذا لتحاول الكاتبة في النهاية أن تقنعنا برسالتها الخاطئة التي كانت تريد أن ترسلها إلينا، وهي التبرير غير المقبول أبدا أن أي انحراف لربما - من وجهة نظرها - مقبول ومعذور؛ لأن صاحبه بالتأكيد تعرض للحظة ضعف تمكن أحدهم من استغلالها فيه حتى لو ظلت تسير في طريقه، وما المشهد الأخير الذي قصم ظهر البعير والرسالة التي تلتها إلا خير دليل على ذلك!

إذا أتينا لنقارن المسلسل بما طُرِح في الموسم نفسه فإننا لن نرى له بصمة في خريطة متابعة المشاهدين، غير أن الكاتبة/ البطلة استطاعت أن تجبر - بعض - المشاهدين على متابعة مسلسلها لا للتميز والوقائع والتشويق بل لسبب واحد وهو متابعة الانتقادات التي تُعرض في اجتماعات الأهالي وهذا طبعا لا يهدف إليه أي كاتب ينشد النجاح ويهدف إلى توصيل رسالة معينة عن طريق مسلسله أو أي عمل فني خاص به.

المسلسل القطري «نعم ولا» مثلا حاز اهتمام غالبية العائلات البحرينية لتميزه ومحاكاته واقعا اجتماعيا خاليا من شقق العربدة والإسفاف في التعامل مع شخوصه، والحوادث واقعية لا تركز على شخصية مطلقة جدا جدا تدور جميع الحوادث مُفصلة لتصل إليها وهي لا تخرج عن تلك الفتاة الشريفة العفيفة التي تحيط بها الشرور من كل حدب وصوب، بل هي عبارة عن حوادث اجتماعية واقعية هي اللمسة التي تتركها الكاتبة القطرية وداد الكواري وكعادتها في كل مسلسل جديد تكتبه والذي تفتقده زينب العسكري، فأنا ومن هنا أنصح الكاتبة زينب العسكري وقبل أن تشرع في كتابة مسلسلها القادم أن تتفرغ لمتابعة مسلسل «نعم ولا»، لتتأكد مما نقوله، ولتعرف أن الدنيا ليست كلها جنس وشقق ودعارة وسكارى!

العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:33 ص

      حوراء حبيب من البحرين في قرية عالي

      احبش وايد وايد يا زينب العسكري اني احب التمثيل مالش مال حلقة فرح

اقرأ ايضاً