بقدر ما أسعدنا اكتمال مشروع «موسوعة تاريخ البحرين» الذي أنجزته نخبة خاصة مكلفة من قبل سمو رئيس الوزراء وإشراف ورئاسة محمد حسن كمال الدين، وعضوية آخرين ممن لهم باع طويل في هذا المجال، إلى جانب اتصافهم بالنزاهة والأمانة والإخلاص.
أجل... بقدر ما أسعدنا ذلك، فقد آلمنا منع طباعة الموسوعة المذكورة نتيجة تدخلات معيّنة من قبل أناس «طارئين» كما وصفهم مشرف اللجنة ورئيسها السيد محمد حسن كمال الدين.
وكشفت المصادر أنّ بعض الجهات التي رفضت تسميتها أبدت تحفظها على ما ورد في الموسوعة من معلومات ووقائع تتعلّق بحوادث تاريخية اعتبرتها هذه الجهات حسّاسة لكنها أجرت عليها بعض التعديلات للتوافق مع اللجنة.
هذا، وناشد باحثون تاريخيون ومهتمون بتاريخ البحرين جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء التدخل حتى ترى الموسوعة التي تم العمل فيها لسنوات بجهد كبير، النور لتوثيق تراث البحرين منذ العصر القديم حتى الآنَ، ومن المفترض أنْ تدرس الموسوعة التاريخية كمقرر في الجامعات.
من جانب خرج المشرف على لجنة إنجاز موسوعة «تاريخ البحرين» السيدمحمد حسن كمال الدين عن صمته متهما مدير مركز الوثائق بأنه «يستخف بالعقول الوطنية ولا يقيم وزنا للإرادة الملكية، ويحاول سرقة الجهد الذي بذلته اللجنة المشكّلة بتوجيهات سمو رئيس الوزراء».
وتواصلا مع الموضوع نفسه قال كمال الدين في حواره مع «الوسط»: «حسنا فعلت الصحيفة حين طرحت قضية منع طباعة موسوعة تاريخ البحرين/ إذ أثارت أحاسيس الكثير من المواطنين الذين تكرّموا بالاتصال بي والاستفسارعن هذه القضية».
وقال كمال الدين تعقيبا على تصريح مدير الوثائق التاريخية «نشكره على هذا التصريح الذي كشف لنا وللرأي العام البحريني مدى الاستخفاف بالعقول البحرينية، واتهم كمال الدين مركز الوثائق التاريخية بأنه السبب في منع طباعة الموسوعة قائلا: «الآن تأكّد لنا بعد أن كنّا في شك أنّ المدير الكريم هو نفسه وراء إيقاف طبع الموسوعة» وقال أيضا: ربما لا يعلم مدير المركز أنه ليس وحده الذي يملك المعايير العلمية، وليس وحدَه الذي يحمل كفاءة التخصص حتى يطعن كلّ الطعن ويشكّك كلّ هذا التشكيك في فريق العمل الذي أنجز كتابة الموسوعة بكثير من الدقة العلمية وكثير من الحرفية المهنية المتمكّنة، وهو فريق مشهور له بالإنجازات التاريخية الموثقة وفوق صفاته العلمية المتميزة فهو فريق محبّ لهذه التربة» وأشار كمال الدين إلى أنّ تصريح مدير المركز يحمل في طياته تهما تصل درجتها إلى التسفيه والاحتقار للعقول البحرينية، ما يثير حفيظة كلّ مواطن غيور على اسم بلده، وأكّد السيد كمال الدين بتصريحه «للوسط» انه واثق من حكمة جلالة الملك المعهودة لإعادة الأمور إلى نصابها ووقف الأقلام المسمومة بقوله: «إنا أعلم، ويعلم أصغر طفل في البحرين أنّ جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء يعرفان تمام المعرفة من هي الأقلام المخلصة والمحبّة لهذا الوطن، ومن هي التي تحاول تشويه صورة أبناء هذا الوطن ولعلّ الحكمة التي يتمتع بها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء هي التي ستحمينا من الاعتداءات الصارخة التي يتجرأ بها كلّ قلم طارئ على هذا الوطن.
وأخيرا... نقول كما قال السيد محمد حسن كمال الدين: «إنّ تاريخ البحرين يكتبه أبناؤها المخلصون... وليس (الطارئون)».
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ