ما عليك منه يا صاحب السعادة، لا تركد ولا تعقل، فأنت محبوب القلوب، ما تشوفهم يجونك من كل فج عميق؟ ومحظوظ شعب البحرين الذي يموت بحبك، ومن يحبك سيدخل الجنة من دون حساب!
ما عليك منه، إلزم طريقك ولا تتراجع. سير سير... هذا عصر الهوامير! شفت هامور يركد؟ ما تركد إلاّ الحراسين، وأنت بسم الله ما شاء الله... مب حرسون صغير!
ما عليك منه، ترى كلّه حسد، لأنك أصبحت مشهور كلش، كل يوم تطلع صورتك في الجرايد مع تصريح، وغيرك ما تطلع صورته إلاّ مرة كل شهرين! خلك ثابت مثل جبل الدخان ولا تهتز!
ما عليك منه، فنحن لا نحتاج إلى أي حوار وطني لتقريب وجهات النظر، ومصلحة الوطن لا تتطلب صفحة جديدة من الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف. بل ما نحتاجه عندما نختلف، أن ندعو على جيراننا في خطبة الجمعة بيوم أسود مثل اليهود والنصارى، فهي أقصر الطرق لحل الخلافات!
ما عليك منه، حتى لو استشهد بأحاديث ابو الدرداء وسهل الساعدي وأم كلثوم بنت عتبة (رض)، أو بتفاسير البغوي وابن كثير والرازي، فهو لا يعرف في الفقه واستنباط الأحكام الشرعية والآداب السلطانية مثلك، فأنت لديك خبرة طويلة وحنكة ومعرفة قائمة على الزيارات الميدانية، من اللجنة العليا لحقوق الانسان في جنيف إلى المحاجر الصحية في شارع البديع.
ثم ان الوضع الدولي والمحلي يحتاج إلى «فن»، وليس إلى رأب الصدع بين إخوة الوطن والدين والدنيا. وكيف يطالب بأن لا يكون لك دخل بتصريحاته؟ من يكون؟ أنت كل يوم تطلق التصريحات ضد الحكومة والنواب والبرلمان ووزير البلديات ومدير معهد التدريب ولم يطالبك أحد بالتوقف عن التدخل في شئونه الخاصة. فكيف يطالبك بأن تبتعد عن طريقه و(تفكه) أو تقرّر بدلا عنه ما ينبغي له أن يفعل أو يقول؟ حتى الحكومة ما قالت لك اسكت أو اركد أو اعقل عندما تزيّد الكيلة، أو تخربط زيادة عن اللزوم، فكيف يطالبك هو بالسكوت عن قول الحق؟ هل يريدك أن تتحوّل إلى شيطان أخرس؟ ما يصير!
ثم أن الواحد حر، حتى لو كان في سفينة واحدة، يمكنه أن ينقب في الجزء الذي يجلس فيه، فهناك ألف طريقة وطريقة إذا تسرب الماء، فيمكنه أن يجففه بالاسفنج أو بالقماش أو... يرمي بالآخرين إلى البحر، وليس بالضرورة أن تغرق السفينة ويهلك الجميع. بل أن من ينقب في هذه السفينة يصفّقون له ويشجّعونه مثل الممثلات ثقيلات الدم في المسلسلات البحرينية الفاشلة، واللي ما تصلح كومبارس أو «بوّابة»، وما تعرف إلاّ تتنصنص وتبرطم مثل البومة 30 حلقة يخلونها بطلة!
لا ويريد أن تحمله على سبعين محمل، لا تحمله ولا على محمل واحد، فهو ليس له عذر أو حجة، حتى لو جاء بسبعين آية أو حديث، فأنت أكثر منه علما وفقها! استمر يا جبل، يا صخرة، و... سير سير... هذا درب الجماهير!
صادوه
في إحدى الدول «المتخلفة» قيل لأحدهم: ليش اخترتوا واحد يفشّل ليمثّلكم؟ فقال: «لو حصلنا على خروف أحسن منه لما اخترناه». غفر الله لنا ولكم، وكل عام وأنتم بخير.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ
