العدد 1868 - الأربعاء 17 أكتوبر 2007م الموافق 05 شوال 1428هـ

الفقراء هم محفزو التغيير

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

في فجر الألفية، قدّم زعماء العالم عهودا واضحة لفقراء العالم.

فقد تكفلوا بإقامة عالم يتمكّن فيه جميع الأطفال من إتمام مرحلة التعليم الابتدائي؛ عالم يستطيع فيه الناس الحصول على مياه نقيّة صالحة للشرب وتتقي فيه الأسر شر الأمراض الفتّاكة مثل: الملاريا؛ عالم تعمل فيه الدول معا على خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم في ظاهرة الاحترار العالمي. وفي المقام الأوّل، وعدنا زعماؤنا بعالم يتخلّص فيه الناس من نقمة العيش في ظل الفاقة والفقر المدقع.

وفي هذه السنة، يصادف الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر اليوم الذي يقع بُعيد منتصف المدة المحددة لبلوغ تلك التعهدات - الأهداف الإنمائية للألفية - بحلول سنة 2015. ويتيح هذا اليوم فرصة مهمة لتقييم التقدّم الذي أحرزناه، ويشحذ هممنا لبلوغها.

ويتسم سجلنا العالمي لقياس الإنجاز بالتفاوت. فنسبة سكّان العالم الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد تنخفض ونحن نتابع السير على الطريق المفضي إلى تحقيق هدف الألفية المتمثل في خفض معدل الفقر المدقع إلى النصف، لكن التقدم المحرز في هذا المجال ما زال متفاوتا، فبعض المناطق - وخصوصا إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى - لا تسير على المسار المفضي إلى تحقيق حتى وعد واحد من وعودنا الكبرى.

ويجب على العالم اليوم أنْ يعيد تركيز اهتمامه وموارده على المناطق والسكان المتخلفين عن الركب. وعند قيامنا بذلك، يجب أنْ نضع في اعتبارنا أنه مامن أحد أشد التزاما بالقضاء على الفقر من الفقراء أنفسهم. وكلّ ما يفتقر إليه هؤلاء في أغلب الأحيان هو الإرشاد والأدوات والفرص للفوز في هذه المعركة.

وتتمثل مهمتنا في معالجة مواطن الضعف تلك. إذ يجب علينا أنْ ننظر إلى الناس الذين يعيشون في حالة فقر، حسبما يشير شعار الاحتفال بهذا اليوم في هذه السنة، بوصفهم مُحفزي التغيير. وهذا يتطلب منّا أن نُشجع الملكية الوطنية لاستراتيجيات التنمية. ويتطلب من المواطنين المشاركة بفعالية في صنع القرار، ويتطلب من الحكومات أنْ تخضع لقدر أكبر من المساءلة أمام مواطنيها فيما تبذله من جهود لتحقيق أهداف الألفية. والأهم من ذلك أنه يتطلب شراكة حقيقية من أجل التنمية شراكة تؤدي فيها الدول الغنية دورها بإيصال الموارد وتوفير فرص العمل المنتجة من خلال إتاحة إمكانية الوصول إلى الأسواق مما يُمكِّن الفقراء من التحكم بحياتهم.

وفي هذا اليوم نضم أيدينا إلى أيدي الفقراء في جهد جماعي - جهد ينضم إليه المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد في جميع أنحاء العالم. حيث هناك عشرات الملايين من الناس المناهضين للفقر الذين يرفعون أصواتهم جهارا ضده - في المناسبات الرياضية والثقافية وفي المدارس والجامعات. وهم يبعثون برسائل أو يوقعون عرائض يدعون فيها زعماءهم إلى الوفاء بوعودهم، ويدعون حكومات البلدان المتقدّمة النمو والبلدان النامية على السواء إلى القيام بأعمال تضاهي ما يقوم به المواطنون من أعمال لدعم الأهداف الإنمائية للألفية.

وفي هذا الاحتفال العشرين باليوم الدولي للقضاء على الفقر دعونا جميعا نقف وقفة رجل واحد. دعونا نُظهر الإرادة السياسية اللازمة للقضاء على بلاء الفقر قضاء مبرما من دون رجعة.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 1868 - الأربعاء 17 أكتوبر 2007م الموافق 05 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً