نعم، نحن في دولة القانون، القانون الذي يطبّق على اللاعب المواطن والمحلّي فقط، وليس على المجنّس أو القادم من الخارج؛ ليلعب باسمنا. هذا هو الحال في بلدنا البحرين التي تعرف بأنها دولة القانون، لكن ذلك لا يحصل وسط المفارقات الكبيرة الموجودة في رياضتنا الضعيفة والميتة.
آخر هذه الأمثلة هو الإيقاف الخاطئ من وجهة نظر الكثيرين سواء الرياضيين أو حتى غير العارفين بالرياضة أصلا للاعبي منتخب الشباب الأهلاوي عبدالله حميدان والبسيتيني محمد عجاج وخصوصا أنّ اللاعبينِ قدّما اعتذارهما عن عدم المشاركة لسبب منطقي وواقعي لا يمكن للعقل أو أيّ إنسان لديه عقل سليم أنْ يقول غير ذلك وهو بسبب تزامن امتحانات منتصف الفصل في وقت التصفيات الآسيوية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
المفارقة في هذا الإيقاف هو إيقاف لاعبين قدّم الاعتذارعن عدم المشاركة ولسبب منطقي، في مقابل إيقاف صوري ومؤقت للاعبين مجنّسين متعنتين ولم يقدما الاعتذار بل وكان يعاندانِ إدارة المنتخب وجهازها الإداري والفني والبلد بأكمله وهما النيجيريان جيسي جون وفتاي، لكنهما يعودان للعب من دون أن يقدما الاعتذار عما حدث سابقا، بل والأدهى أنهما لم يقضيا العقوبة التي كان من المفترض أن يقضياها على رغم أنها لم تكن بمثل عقوبة إيقاف اثنين من أبرز نجوم المستقبل حميدان وعجاج.
الغريب نحن في هذا البلد أنّ اللاعب المواطن مهضوم حقّه على عكس المجنّس الذي يحصل على كامل الحقوق وخصوصا أنّ الاتحاد يسعى إلى إرضاء قرارات الاتحاد الدولي «الفيفا» من أجل أنْ يلعب هؤلاء اللاعبون.
يتساءل أحد أولياء الأمور الذي يلعب ولده في أحد الأندية لفريق الناشئين ويقول: «لو كان أحد أعضاء الاتحاد يملك ابنا ذا مهارة واختير للعب للمنتخب الوطني وهو ذو مستوى عال في الدراسة كيف سيكون موقفه في هذا الحال؟» ثم يقول: «لنفترض أنّ جميع لاعبي المنتخب أو نصفهم قدّموا اعتذارهم عن عدم اللعب للمنتخب كيف سيعالج مجلس إدارة الاتحاد هذا الموقف لسبب منطقي؟، هل سيوقف هؤلاء اللاعبين أو سيكون له موقف آخر؟».
نعم، نحن نعترف أن مشكلة الاعتذارات عن اللعب لمنتخب الوطن في تزايد كبير خصوصا هذه الأيام على شاكلة لاعبي المنتخب الأوّل، لكننا في الوقت ذاته يجب أن نكون عقلاء في التعامل مع كل موقف لوحده وتحديد المشكلة في كلّ اعتذار، بل ونكون عقلاء حينما يكون الاعتذار في صالح اللاعب والبلد ذاته؛ لأن هؤلاء اللاعبين عندما قدّموا اعتذارهم إنما لمصلحتهم الشخصية التي ستفيد البلد في المستقبل القريب عندما يكون هؤلاء اللاعبون متميزين دراسيا و ذوي مهارة كروية عالية.
كان على مجلس الإدارة أنْ يقدّم التحيّة والدعم لأمثال هؤلاء اللاعبين الذين يرون المصلحة لمستقبل البلد، وخصوصا أنهم أكّدوا في اعتذارهم أنهم سيكونون في مقدّمة مَنْ يحمل الولاء للبحرين في الكرة وفي العلم، لا أن يبادر وبسرعة مذهلة في إيقاف اللاعبين عن اللعب من ناديهما في مسابقة دوري الشباب أو الفريق الأوّل حتى نهاية التصفيات الآسيوية والتي يشارك في المنتخب في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وعلى العكس أنْ توقف من يتعنت ويتآمر ضد اللعب لمنتخب البحرين على رغم أنه يحصل على معاشات وجنسية على رغم أنهما لا يملكان المهارة الكافية؛ لتمثيل البحرين، فماذا سيكون موقف مجلس الإدارة في اجتماعه المقبل لمناقشة اعتذار وإيقاف اللاعبين حميدان وعجاج؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1867 - الثلثاء 16 أكتوبر 2007م الموافق 04 شوال 1428هـ