الحكومة حكومتنا، وعلينا أن نقدم الدعم الكامل لها فيما تقدمه من خير للمواطنين. فإصلاح أوضاع الناس الاقتصادية، وتطوير الحالة السياسية، إلى الوصول إلى الاستقرار في البلاد هو مطلب وهدف الجميع. المطالبة برفع المستوى المعيشي للمواطنين ليست عيبا، ولا هي خدشا أو تعكيرا للأجواء بين الحكومة والشعب إطلاقا.
من لا يطالب بحقه لا يأتيه، وما ضاع حق وراءه مطالب، وبالتالي الزيادة لم ولن تأت على طبق من ذهب، أي من دون شقاء وتعب وعوار راس و»سنداره»، الزيادة لا تأتي إلا لمن يطلبها ويشق في طلبها، فالدولة في البحرين ملتزمة بتطبيق المبدأ الفقهي على مواطنيها: الأجر على قدر المشقة. فلا زيادة إلا بقدر ما يطالب به الناس، فلو طالب الناس وألحوا في طلب الزيادة المعتبرة، كما كتبنا من قبل، فإن الدولة ستستجيب لنصف ما يطالب به الناس، وهي تطبق المثل الشعبي: راعي النصيفة سالم. البحرينيون لم يرو لا سالم ولا عباس. وكلما قرع طبلة آذانهم موضوع عن الزيادة هفت قلوبهم، وسال لعابهم، وتفتقت أذهانهم بالأحلام الوردية فيما سيعملون بهذه الزيادة. البعض سيسدد فاتورة متراكمة، والبعض الآخر الإيجار المتأخر، وآخر الكهرباء التي تنقطع عنهم باستمرار إلا أن فاتورتها لا تنقطع عن عادة الزيارة الشهرية الكريهة... وفي الأخير؛ يخرج متحدث رسمي ويسمي الفتات زيادة! إنها بالفعل زيادة؛ ولكنها زيادة الشحاتين!
أسعار السيد «برميل نفط» المُقدس ازدادت وقبضت «المالية» عليها وتم صرفها في أوجه الصرف غير المعتمدة البتة. ونحن ما زلنا نتحدث عن الزيادة ومردود أرتفاع أسعار النفط! يا جماعة أصابنا الهم والكدر من كثر ما نتحدث عن الزيادة... أمنحوا الناس زيادة معتبرة. والله لو أنفقت الدولة ربع الربع من عائدات النفط بطريقة عادلة على المواطنين لما كان هناك هذا العدد الكبير من الشحاتين المحترمين جدا جدا! الشحاتون المحترمون جدا هم كثرة من البحرينيين الذين تقطعت حبال صوتهم، ونفد حبر أقلامهم في الكتابة عن إصلاح أوضاع الناس المعيشية. ولكن لا مجيب لهذه «الشحاته والطراره»!
«عطني إذنك»...
بعد أن استوفت الكتل النيابية والنواب الوعود التي قطعوها للناخبين في الخيم الانتخابية، جاءت اليوم لتلتئم، وبإجماع نيابي منقطع النظير، على تقاعد 80 في المئة لأصحاب السعادة النواب! أنا اتحدى أي نائب في فترة الانتخابات نص في برنامجه الانتخابي على أنه سيطالب بقانون لتقاعد النواب! أو قال للناس في فترة الانتخابات بأنه سيطالب بتقاعد للنواب بعد فوزه! والأدهى والأمر أن أكثر المدافعين شراسة عن «تقاعد النواب» (النواب الإسلاميين) (موالاة ومعارضة)! وهل توجد معارضة في البرلمان البحريني؟!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1867 - الثلثاء 16 أكتوبر 2007م الموافق 04 شوال 1428هـ