العدد 1866 - الإثنين 15 أكتوبر 2007م الموافق 03 شوال 1428هـ

فقراء البحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

يندرج مقال اليوم في إطار الحملة التعبوية العالمية ضد الفقر تحت شعار: «قف وعبر» وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر. يعتبر الحد من الفقر أحد أهداف الألفية الثالثة للأمم المتحدة، إذ تأمل المنظمة العالمية تقليص الفقر إلى حد النصف مع حلول العام 2015 بخصوص الأفراد الذي يعيشون على أقل من دولار واحد يوميّا من 1250 مليونا إلى 600 مليون شخص.

تعريف الفقر

هناك تعريفات مختلفة للفقر، منها: «إنه حال من الحرمان المادي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهلاك الغذاء، تدني الحال الصحية والمستوى التعليمي، والوضع السكني، وفقدان الضمان الاجتماعي لمواجهة حالات المرض، والإعاقة، والبطالة، والعجز والشيخوخة». لكن بحسب التعريف النسبي للفقر، فإن أية أسرة تعتبر فقيرة إذا لم يكن لديها دخل كاف لشراء سلة ثابتة من السلع والخدمات. وباتت قضية شراء سلة ثابتة من السلع والخدمات مسألة مقلقة عندنا وذلك في ضوء تنامي ظاهرة التضخم، (أي ارتفاع الأسعار وبقائها مرتفعة).

خط الفقر

لا توجد إحصاءات حديثة عن خط الفقر في البحرين، لكن لا بأس بالإشارة إلى بعض الدراسات القديمة نسبيّا التي تحدثت عن مشكلة الفقر. فاستنادا إلى دراسة صادرة عن مركز البحرين للدراسات والبحوث يبلغ خط الفقر لأسرة مكونة من 6 أفراد 337 دينارا شهريّا. وتم افتراض خط الفقر على أنه يعادل نصف الدخل الوسيط (أي 674 دينارا شهريّا). تعود هذه الأرقام إلى العام 2003.

بيدَ أنه بحسب دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعود إلى العام 2004، فإن خط الفقر هو 5،2 دولارات (أي دينار و965 فلسا) يوميا للفرد الواحد في أسرة مكونة من 6 أفراد. وبناء على ذلك، تصبح أية أسرة فقيرة إذا كان دخلها الشهري يقل عن 936 دولارا (أي 354 دينارا). وعلى هذا الأساس تم اعتبار 11 في المئة من الأسر تعيش تحت خط الفقر في البحرين.

10 آلاف أسرة فقيرة

استنادا إلى آخر الإحصاءات المتوافرة يبلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية 9796 أسرة. ويلاحظ أن غالبية هذه الأسر (3234 ثلث المجموع) تقطن المحافظة الشمالية من المملكة الأمر الذي يوضح تركز الأسر الفقيرة في هذه المحافظة من دون سواها.

في المقابل يبلغ عدد الأسر الفقيرة التي تسكن المحافظة الجنوبية 428 أسرة وذلك على خلفية محدودية عدد السكان في هذه المحافظة. أما باقي الأسر فتتوزع على النحو الآتي: 2600 أسرة في محافظة الوسطى، 2050 في المحرق و1484 في المنامة.

تمنح الوزارة مساعدات لتسع فئات من الأفراد والأسر البحرينيين المقيمين في البلاد، وهم:

1) الأرامل 2) المطلقات 3) المهجورات 4) أسر المسجونين 5) البنت غير المتزوجة 6) الأيتام 7) المعوقون والعاجزون عن العمل 8) المسنون 9) الولد الذي لا عائل له.

وبحسب الإحصاءات المتوافرة يشكل المسنون الغالبية من ضمن الأفراد والأسر الفقيرة، إذ بلغ عددهم 4676 أي نحو 48 في المئة من المجموع. في المقابل يلاحظ أن هناك 4 حالات فقط من الولد الذي لا عائل له.

مساعدات محدودة

تقدم وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات محدودة إلى الأسر المحتاجة إذ تبلغ قيمة الفاتورة الشهرية لكل الأموال الممنوحة أقل من مليون دينار (تحديدا 913150 دينارا). وبحسب الشروط المعلنة، فإن الأسرة المكونة من فرد واحد تحصل على 70 دينارا. أما مبلغ 120 دينارا فهو للأسرة المكونة من 5 أفراد و150 دينارا للأسرة التي يزيد عدد أفرادها على خمسة أفراد. ويلاحظ أن السواد الأعظم من الأسر تحصل على 70 دينارا شهريّا والأقلية على 150 دينارا.

بصورة أكثر دقة، تحصل 5794 أسرة أو نحو 60 في المئة من الأسر على مبلغ شهري قدره 70 دينارا لا أكثر. في المقابل، تحصل 3091 أسرة على 120 دينارا و 911 أسرة على 150 دينارا.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل بمقدور الأسر المحتاجة في البحرين أن تعيش على مبلغ قدره 70 دينارا شهريا؟ وبات هذا الموضوع أكثر إلحاحا في ضوء أزمة التضخم التي تعصف بالبحرين. وخير دليل على أن المساعدات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لا تفي بالغرض هو انتشار ظاهرة الصناديق الخيرية في كل مختلف مناطق وقرى البحرين التي بدورها تقدم مساعدات مادية وعينية إلى الأسر الفقيرة.

مساعدات أخرى

إضافة إلى ذلك، تقدم الوزارة مساعدات قدرها 50 دينارا شهريا (يحصل 5800 معوق على هذه المساعدة)، كما تقدم الجهات الرسمية مساعدات أخرى إلى الأسر الفقيرة مثل دعم الكهرباء بقيمة مليون و200 ألف دينار سنويّا فضلا عن تخصيص جانب من أسهم شركة عقارات السيف. كما توفر وزارة التنمية الاجتماعية مبلغا قدره 100 ألف دينار لتعويض مساكن ذوي الدخل المحدود التي تتعرض للحريق إذ استفاد منها 27 حالة في العام 2006.

بنك الأسرة

حقيقة نرى بعض الخطوات المشجعة على طريق تقديم العون إلى الأسر الفقيرة في المملكة. والإشارة هنا إلى مبادرة تأسيس بنك الأسرة بالتعاون مع بنك جرامين الذي أسسه البروفيسور محمد يونس والحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2006.

يقدم بنك جرامين خدماته إلى الأسر الفقيرة في بنغلاديش. وسيعمل البنك المقترح (الذي لم ير النور حتى هذا التاريخ) بموازنة ابتدائية قدرها 5 ملايين دينار، ويتوقع ألا تقل قيمة القرض عن 200 دينار لكل أسرة فقيرة.

ختاما لابد من تقديم الشكر والعرفان إلى الصناديق الخيرية التي بدورها تقدم خدماتها الجليلة إلى مئات الأسر في البحرين إذ تقوم الصناديق الخيرية بعمل الحكومة في تقديم العون إلى المحتاجين بل إنها نجحت بينما فشلت الحكومة.

من جملة الأمور تقدم الصناديق الخيرية خدمات متنوعة لغرض سد جانب من حاجات الأسر مثل العودة إلى المدارس وفي شهر رمضان المبارك والعيدين السعيدين ومعونة الشتاء.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1866 - الإثنين 15 أكتوبر 2007م الموافق 03 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً